فكر الإمامة و تأثيرها على الحضارة البشرية

الملخص AR

إن مبدأ الزوجية في الخلق أمر يكاد يكون واضحا عند الرجوع إلى آيات القران الكريم، إذ أشارت جملة من النصوص القرآنية إلى أن نظام الخلق صاغه الله تعالى على الثنائية (الزوجية)، و يظهر أن هذه الثنائية الخلقية متكونة من الذكر و الأنثى كل بحسبه، يقول تعالى: (و من كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون(، وكل شيء أمر مطلق و لكن بتأمل بسيط يظهر أن الإطلاق ليس اطلاقا تاما، إذ أن الملائكة لم تشر النصوص القرآنية و الروائية إلى وجود إناث فيهم، الا اذا قلنا ان مبدأ الزوجية في كل شيء هو في طور التكامل أي فيه قابلية الخروج من القوة إلى الفعل، فتكون الآية مطلقة كما سيأتي في طيات البحث، و إن كان فيه نظر نشأت الحضارة الإسلامیة منذ تسمیة "یثرب" بمدینة النبی (ص)، و هذا التحضر یتمیز بأن رسول الله (ص) من خلال هذا العمل الرمزی و هو تحویل المدینة من الجاهلیة الی مدینة إسلامیة قد مهد الی تغییر جذری فی نظام الخلقة و البشریة و أظهر ان الإسلام یسعی الی إنقاذ المدن الجاهلیة فی العالم.

و القرآن الكریم بما انه منشور الحیاة الإنسانیة یفتح أبواب الحضارة أمام الإنسان وأن الأئمة المعصومین(ع) قد أكدوا ان القرآن منشور الحیاة البشریة و أن للقرآن دورا أساسیا فی هذا التحضر وان هذا الفكر الإسلامی الحدیث لا یمكن له ان یتأسس الا من خلال مجتمع مدنی إسلامی.

و تعتبر الإمامة هی المحور الأساسی لتطور الحضارة الإسلامیة و تمثل محور النشاطات جمیعا وموحدة لكل الفعالیات الإجتماعیة و من النعمات الإلهية التي وهبها الله تعالي لعباده حيث صرح في كتابه العزيز بمكانة الأئمة عليهم السلام تارة، و أومأ إلي منزلتهم الرفيعة تارة أخري.

كان الأئمة عليهم السلام من البسطاء غير أنهم وصلوا إلي هذه المراتب الرفيعة.

فهذا المقال عبر المنهج التوصیفي و التاریخي بصدد الإجابة عن الإسئلة التالية.

اولا : ماهو أثر الإمامة علی الحضارة البشریة؟ ثانیا: هل كان للأئمة المعصومین (علیهم السلام )مؤلفات و مناهج دراسیة لنشر العلوم الدینیة و الإسلامیة ؟ فرضیة البحث تدل علی أن فكرة الإمامة هی خارطة طریق البشریة فی تأسیس الحضارة المنشودة و أهل البیت (علیهم السلام) أسهموا بشكل لافت فی نشر العلوم الدینیة و المعارف الإنسانیة لتعزیز و دعم صروح الحضارة البشریة.