العولمة الاجتماعية باب إلى فهم العولمة، و تأثيراتها على الأسرة و التعليم، و أساليب التعاطي معها

الملخص AR

يسير واقع اليوم في اتجاه عولمة السلع و الخدمات و الأموال و البشر و المعلومات و التأثيرات البيئية، و الأفكار و الأعراف و الممارسات السلوكية و الأنماط الثقافية، و تثور مراكز القوة و التأثير العالمية كل الجهود في سبيل هذا الطرح، إلا أن هذا الواقع يبدو و كأنه يؤذن بانهيارات على مستويات شتى؛ أهمها انهيار مفهوم الأسرة؛ حيث تشير الدراسات المجتمعية الحديثة إلى تراجع كبير في معدلات الزواج و الولادات، و عن رصد لأرقام كبيرة لأسر مفككة.

و تعود أسباب هذا الانهيار إلى المد الفكري المعولم الجديد و تغير ظروف الحياة الاقتصادية؛ و ما يرافق ذلك من محاولات ترسيخ لمفاهيم موحدة في مجتمعات مختلفة، مفاهيم تلحق ضررا كبيرا بنواة المجتمع الأساسية (الأسرة) و تحور مفهومها، ينتقل عبر الأجندات العالمية و محطات البث الفضائية و الإنترنت، كما أن التقدم التقني التواصلي على مستوى العالم ساهم ببناء مجتمعات افتراضية، و تثوير الذاتية و الفردية و الاستقلالية التي تتعارض مع المسؤولية المجتمعية، و ترسخ للامبالاة معممة، ستكون وبالا على المجتمعات ما إن تتغلغل مسبباتها وتتموضع في إطارها المعولم.

وعليه يجب علينا فهم ما يحدث حول العالم و التفكير بطرق جديدة للتوليف مع هذا المد الفكري، و تطوير وسائل و استراتيجيات و أفكار تتناسب مع الواقع الجديد، بغية مواكبته مواكبة فعالة لا تضر أسرنا و مجتمعاتنا.