أهمية الحفاظ على الخطارات و إمكانيات إدماجها في صيرورة البناء الترابي بواحة تودغا (المغرب)‎

الملخص AR

تعتبر الخطارات بواحة تودغا من أهم عناصر حضارة الإنسان الواحي المغربي، إذ أنها تعكس فلسفته و إبداعه في تدبير الموارد المائية المتاحة وفق أساليب محكمة التنظيم ساعدت على ضمان استدامتها لأزمنة مديدة، خاصة وأنها تتكيف مع مختلف خصوصيات المناخ المحلي.

كما ساهمت الخطارات إلى جانب المنشآت المعمارية التقليدية " القصور و القصبات" قدر المستطاع في ضمان استقرار السكان، و لعبت دورا حاسما في تنظيم وتوزيع التجمعات العمرانية، و أسهمت في مزاولة أنشطة فلاحية على وجه الخصوص، علاوة على دورها المحوري في نسج العلاقات و الروابط بين الأفراد و الجماعات المحلية، إلا أنه في ظل التحولات المقصودة أو العفوية من قبل مختلف الفاعلين البشرية منها و الطبيعية التي طرأت على الواحة، باتت الخطارة كتراث عالمي فريد مهددة بالاندثار نتيجة الإهمال الذي طالها من قبل مختلف فعاليات المجتمع، و هذا ما يدفعنا إلى التأكيد على أهمية الحفاظ على الخطارات، ثم إعادة الاهتمام بما تبقى منها لأنها تدخل في خانة التراث غير المتجدد.

تأسيسا على ما سبق تسعى هذه الدراسة لمحاولة تشخيص الوضع الراهن لخطارات تودغا اعتمادا على نتائج البحث الميداني، و ذلك في سبيل الخروج بتصور شمولي يبرز الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الخطارات و يعطي مقترحات و توصيات حقيقية لرد الاعتبار لهذا الإرث الإنساني العريق، من أجل تحقيق جوانب من تنمية ترابية مستدامة بالمنطقة