دور القيم و أساليب التفكير في التنبؤ بالابتكار لدى طالبات الجامعة

الملخص AR

النسق القيمى له أهمية كبيرة في حياة كل إنسان لأنه في حاجة ماسة في تعامله مع الأشخاص، و المواقف، و الأشياء إلى نسق للقيم يعمل بمثابة موجهات لسلوكه، و دوافع لأساليب تفكيره، و نشاطه، و أعماله بما تضفي عليه صفة الابتكارية، و حيث أن نسق القيم يختلف لدى الأشخاص وفقا لاختلافهم في مستوى قدراتهم العقلية و ينعكس ذلك على تصرفاتهم و أساليب تفكيرهم في مواقف الحياة المختلفة، و خاصة القدرات الإبداعية التى تجعلهم يتسمون بالتفرد، و التميز بما يقود إلى الابتكار للتكيف مع ظروف الحياة المتغيرة في عصر تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات؛ لمواجهة تحديات المستقبل في عالم أصبح قائده الفكر، ذلك الابتكار الذى يعنى الجانب التطبيقى للإبداع، و حيث أن الإبتكار يتم بواسطة أشخاص لهم قيمهم التى توجههم باعتبار أن القيم تؤدى دور الدافع و المحرك للسلوك الإنسانى، بالتالى تدعو أفراد المجتمع إلى تفضيل سلوك على آخر أو أسلوب على آخر.

و القيم هى قضية كبرى تواجهها التربية المعاصرة في كافة مجالاتها، فالقيمة هى مهمة ذات قيمة في حياة الفرد، يسعى باستمرار لجعل سلوكه متسقا و متوافقا مع قيمه التى يؤمن بها.

القيم تمكن الفرد من اختيار أهداف و توجيهات لحياته تجعله يوظف قدراته، و إمكاناته في التعامل مع مواقف الحياة المختلفة من خلال التصرفات و أساليب التفكير المختلفة لحل المشكلات، و اتخاذ القرارات و التخطيط الشخصى و التعبير عن تلك الأساليب و السلوكيات و الاتجاهات بما يلائم كل موقف سواء كانت أساليب عادية أو مبتكرة.

وقد أوضحت بعض الدراسات و البحوث أن العلاقة الوثيقة بين القيم و التربية تظهر أهمية كليات التربية داخل منظومة التعليم الجامعى الحديث، في تشكيل القيم الإيجابية و تنميتها في خريجى هذه الكلية الذين يعدون العمود الفقرى لمنظومة التعليم في المجتمع بأسرة، فهى تركز على القيم التى يحتاجها معلم المستقبل.

معظم الجامعات السعودية في الوقت الراهن تعمل على تطوير الرؤية و الرسالة، حيث تتبنى إعداد الطلبة لمواجهة الحياة الرقمية و المعرفية في مجتمعات صناعة المعرفة بخصائصها التقنية، و الرقمية، و تنمية مهاراته في التعلم، و المرونة في التفكير و قيادة الذات نحو الاستقلالية في التعلم و التفكير وحل المشكلات بطرق ابتكارية في ظل متطلبات العصر الحديث التى تجعل تعليم التفكير بشكل عام و الابتكارية بشكل خاص ضرورة تفرضها الحياة.

في ضوء ما سبق؛ تتبلور مشكلة البحث الحالى في الإجابة على السؤال الرئيس التالى: - ما درجة الإسهام النسبى لكل من النسق القيمى، و أساليب التفكير في التنبؤ بالابتكار لدى عينة من طالبات كلية التربية للبنات بأبها - جامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية؟ ويتفرع من هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية الآتية: 1- ما ترتيب القيم لدى عينة من طالبات كلية التربية للبنات بجامعة الملك خالد؟ 2- ما أساليب التفكير الشائعة لدى عينة من طالبات كلية التربية للبنات بجامعة الملك خالد؟ 3- ما مستوى التفكير الابتكارى لدى عينة من طالبات كلية التربية للبنات بجامعة الملك خالد؟ 4- هل توجد علاقة ارتباطية بين النسق القيمى و أساليب التفكير لدى عينة من طالبات كلية التربية للبنات بجامعة الملك خالد؟ 5- هل توجد علاقة ارتباطية بين النسق القيمى و التفكير الابتكارى لدى عينة من طالبات كلية التربية للبنات بجامعة الملك خالد؟ 6- هل توجد اختلافات في النسق القيمى، و أساليب التفكير و الابتكار توجد علاقة ارتباطية بين النسق القيمى، و أساليب التفكير لدى عينة من طالبات كلية التربية للبنات بجامعة الملك خالد تعزى لمتغيرات (العمر – المعدل التراكمى – مكان الإقامة "قرية، مدينة")؟ 7- ما مقدار إسهام القيم و أساليب التفكير المتبعة في التنبؤ بالابتكار لدى عينة من طالبات كلية التربية للبنات بجامعة الملك خالد؟ و للإجابة على تلك الأسئلة سوف يتم استخدام المنهج الوصفي الارتباطى لملاءمته للبحث الحالى، حيث أنه يساعد في دراسة أحداث و ظواهر و ممارسات قائمة موجودة و متاحة للبحث و القياس، وذلك يتناسب مع أهداف البحث الحالى.

عينة البحث سيتم اختيارها من طالبات المستوى الخامس بقسم علم النفس من طالبات كلية التربية للبنات بجامعة الملك خالد، و الأدوات المستخدمة هى مقياس القيم حسب تصنيف "سبرانجر" (إعداد/ فيرنون و إلبورت و ليندزى – تعريب/ عطية محمود هنا – تكييف/ العمروسى، نيللى) و مقياس أساليب التفكير و مقياس التفكير الابتكارى (إعداد/ العمروسى، نيللى).

وسوف يتم استخدام الأساليب الإحصائية المناسبة للوصول إلى النتائج و تفسيرها و الخروج بتوصيات في ضوء نتائج البحث.