جوانب اقتصادية و اجتماعية من تاريخ الرحى المائية و الرحويين بالمغرب الأقصى خلال العصر الوسيط

الملخص AR

لعبت التقنيات المائية و الأنشطة الحرفية المرتبطة بها أدوارا أساسية في تحريك الحياة الاقتصادية و الاجتماعية في تاريخ المغرب.

و حرفة الرحويين تعد واحدة من الحرف المرتبطة بالماء التي لا يستقيم الحديث عنها دون الحديث عن الرحى المائية كتقنية دقيقة، شاع استعمالها بمدن المغرب الأقصى خلال العصر الوسيط نظرا لتوفر شروط إقامتها.

وقد انعكست على النسيج الاقتصادي و الاجتماعي للمجتمع المغربي، لتكتل و انتظام حرفييها في تعاونية (الحنطة)، خضعوا لنفس القوانين و التدرج المهني كبقية الحرفيون؛ بحيث وجد الأمين على رأس الحنطة، وفي كل رحى وجد المعلم و المتعلم، كما خضعت لرقابة المحتسب الذي كان يسهر على تطبيق القوانين لحماية مصالح الرحوي و المستهلك.

و على هذا الأساس، ستأتي دراستنا المتواضعة هذه كمساهمة علمية تصب مراميها في هذا الإطار، و هو تسليط الضوء على جانب معتم فيما يخص الحرف المائية و يتعلق الأمر بحرفة الرحويين ذات الصلة و الرابط المباشر بالرحى المائية.

من خلال تحديد بعض الجوانب الاقتصادية و الاجتماعية للرحى المائية بالمجال المغربي، والوقوف على تنظيمها الحرفي، و كذا الأوضاع الاجتماعية للحرفيين و أصولهم الاجتماعية.