التأليف عند أبي عبد الله التنسي التلمساني من خلال كتابه نظم الدر و العقيان في بيان شرف بني زيان

الملخص AR

شهدت مدينة تلمسان نهضة وحراكا علميا خلال العهد الزياني، فأصبحت من أهم الحواضر الثقافية بالمغرب الأوسط و العالم الإسلامي، و قبلة و منبرا للعلم و العلماء، و مركز إشعاع علمي دون منافس، فأنجبت ثلة من المجتهدين و العلماء المجددين، الذين تميزوا عن غيرهم بالفهم و النباهة، و الفضل و النجابة، و السؤدد و الجلالة، فنبغوا في كل العلوم من علوم نقلية و عقلية، و كان لهم إسهامات علمية في شتى مجالات الحياة، ما جعل صيتهم يذاع مشرقا و مغربا.

و من بين أولئك العلماء نجد أبو عبد الله التنسي التلمساني شيخ الشيوخ و مفتي الدولة، الذي يعتبر محور هذه المداخلة، إذ سنتطرق للتعريف بشخصيته و الكشف عن حياته و مؤلفاته، و سنسلط الضوء على منهجه في التأليف من خلال كتاب "" نظم الدر و العقيان في بيان شرف بني زيان و ذكر ملوكهم الأعيان و من ملك من أسلافهم فيما مضى من الزمان""، و الذي يعتبر مصدر هام من مصادر الدولة الزيانية.

و من هذا المنطلق نطرح الإشكالية التالية: ما هو المنهج الذي اتبعه التنسي في تأليف كتابه؟ و ما هي خصائصه؟ و ما هي المصادر التي يعتمد عليها في ذلك؟