فاعلية استراتيجية المشروعات الإلكترونية في تنمية مهارات التنظيم الذاتي للتعلم الإلكتروني لدى طلاب تكنولوجيا التعليم

الملخص AR

تكمن قوة التعلم الإلكتروني و أهميته فيما يقدمه من تطبيقات و ممارسات، و ما يمتلكه من إمكانيات و مميزات تجعله الأكثر قدرة على تحسين جودة المنظومة التعليمية بكافة عناصرها و مكوناتها في مرحلة التعليم العام و الجامعي، من منطلق أنه نظام حديث و متطور يقوم على أسس و فلسفات نظرية و استراتيجيات معاصرة للتعليم و التعلم و تطبيقات متجددة باستمرار بهدف ابتكار منتوجات تكنولوجية تعليمية ملائمة و جذابة يمكن أن تسهم في إحداث تعلم جيد و ممتع و سريع و داعم لتطوير الأداء التعليمي للطلاب و المعلمين.

كما بينت فارعة حسن (2010: 72) أن من أهم الأسباب التي تدعو إلى توظيف التعلم الالكتروني و استراتيجياته هوما يحدثه من تحسن كبير في أداء المهارات التي تحتاج إلى متابعة و مساحة من الوقت للتدرب على تلك المهارات، حيث أنه بالإمكان رفع الأداء المهارى للطلاب إذا ما عمل المعلم على استخدام استراتيجيات التعلم الالكتروني، و استخدام آليات التقنية المعاصرة من حاسبات و تعليم شبكي، و تعلم متنقل، و استخدام طرق تركز على التعلم الذاتي و إثارة دافعية المتعلم و تشويقه.

وقد أشارت نتائج بعض الدراسات القائمة على التعلم الالكتروني و استراتيجياته كدراسة ريهام الغول (2012)، و محمود الرنتيسي (2013) أن لهما دور كبير في اكتساب المهارات و تنميتها، و الاستزادة من المعارف النظرية، و تفريد التعليم و الاعتماد على مبدأ التعلم الذاتي و تكوين الاتجاهات الإيجابية نحو عمليتي التعليم و التعلم وغيرها الكثير من الأدوار التي أثرت العملية التعليمية.

و من ناحية أخرى فقد أشار ربيع رشوان ( 2016: 56) إلى أن التنظيم الذاتي للتعلم يدور حول توظيف المتعلم لمهاراته و قدراته لإنجاز عملية التعلم بنفسه دون مساعدة الآخرين و البحث عن المساعدة في حالة الاحتياج إليها، و هو كذلك القدرة على حل المشكلات، و الإلمام بمصادر المعرفة و القدرة على استخدامها، و المهارة في تنظيم المواقف و الأنشطة التعليمية و الاعتراف بالمسئولية و تحملها في عملية التعلم، و المهارة في إتباع التعليمات و القواعد بمرونة و حب الاستطلاع و الانفتاح على الخبرات و المعلومات الجديدة و المبادأة في حل المشكلات و إنجاز الأعمال و الثقة بالنفس و فهم الذات و الدافعية الذاتية و العمل لإشباع الذات؛ وكل ما سبق من مهارات يمكن توفيرها من خلال بيئات التعلم الإلكتروني و استراتيجياته و هو ما يشكل أحد أهداف هذه الدراسة.

وفي هذا الإطار أكدت نتائج دراسة عبد العزيز طلبه (2011) على أن بيئة التعلم عبر الويب تعد من أنسب البيئات لتنشيط و تنمية مهارات التنظيم الذاتي لما تتضمنه هذه البيئة من مثيرات حسية و أنشطة تفاعلية و تغذية راجعة تمكن المتعلم من إدارة و مراقبة و تقييم عملية تعلمه، كما تستهدف هذه البيئة مساعدة المتعلمين على مراقبة و تنظيم عملية تعلمهم و تقديم الدعم لهم، و على المتعلم أن يخطط ويبني و يخصص المحتوى المتاح له بحسب احتياجاته المعرفية و التي قد تختلف من متعلم لآخر.

و يؤكد ذلك محمد صلاح (2016: 11) حيث يرى أن بيئة التعلم عبر الويب تجعل آفاق التعلم مفتوحة و تخلق للمتعلمين جوا من التحفيز و الاثارة و القدرة على تحديث الذات و تطويرها، كما أن هذه البيئة تصبح من أنسب البيئات لتنشيط مهارات التنظيم الذاتي إذا توافرت أساليب التفاعل و الارتباطات والوسائط الفائقة التي تمكن المتعلمين من الاختيار و التفاعل و القراءة و المشاهدة.

أي أن بيئة التعلم عبر الويب تساعد على التنظيم الذاتي لمهارات التعلم لأن المتعلم فيها يكون على وعي ودراية تامة باحتياجاته و قادرا على تحديد متطلبات تعلمه و مسيطرا على بيئة تعلمه، و يستطيع الحصول على المعلومات التي يرغبها من خلال التبادل و المشاركة في المحتوى بدلا من الاحتفاظ به.

و أشار إبراهيم الحسينان (2010) إلى التنظيم الذاتي بأنه: استخدام المتعلم لمهاراته و قدراته لإنجاز عملية التعلم بنفسه دون مساعدة الآخرين و البحث عن المساعدة في حالة الاحتياج إليها، و هو كذلك القدرة على حل المشكلات، و الإلمام بمصادر المعرفة و القدرة على استخدامها، و المهارة في تنظيم المواقف و الأنشطة التعليمية.

ووضحت رشا هاشم و ايمان سمير (2014) أنه بدأ الإحساس يتزايد لدى العلماء بأهمية العوامل الدافعية بجانب العوامل المعرفية في تفسير التعلم الدراسي الفعال، و نتيجة لذلك فقد ظهـرت العديـد مـن المفاهيم في الدراسات و الأطر النظرية بأسـماء متعددة كلها تحاول إلقاء الضوء على أنـواع السلوك ذات الأهمية في التعلم الدراسي الفعال، كما ساعدت الباحثين اللاحقين على بنـاء نماذج تصورية انطلاقا من النظريات و الدراسات المتنوعة، وقد أثار ذلك الاهتمـام بدراسة كيف ترتبط هذه المتغيرات و تؤثر على بعضها البعض و على نتائج التعلم، و من تلك الجهود ظهر مصطلح التنظيم الذاتي للتعلم ليصف العمليات المعرفية و ما و راء المعرفية و الدافعية و السلوكية التي يستخدمها الطلاب أثناء تعلمهم.

و تكمن أهمية التنظيم الذاتي للتعلم أيضا في وظيفته الفعالة و الأساسية في مجـال التربيـة و التي تعزى إلى كونه يساعد على تنمية مهارات التعلم مدى الحياة، و الذي يعد مـن أهـم الأهداف التربوية الحالية، وذلك لتركيزه على شخصية المتعلم بوصفه مشارك نشط و فعال في عملية التعلم.

و من هنا جاءت فكرة الدراسة الحالية وهي توظيف استراتيجية المشروعات الالكترونية لتنمية مهارات التنظيم الذاتي لتحقيق التعلم مدى الحياة و التأكيد على مبدأ التعلم الذاتيوقد تم رصد المبررات التي بينت وجود مشكلة لدى طلاب تكنولوجيا التعليم فيما يلي: - القيام بدراسة استطلاعية على طلاب الفرقة الرابعة بكلية التربية النوعية بأشمون جامعة المنوفية (2016 الفصل الدراسي الأول – 15 طالب) لتحديد أهم الأسباب لانخفاض مهارات التنظيم الذاتي، وقد اشتملت الاستبانة على أربعة محاور رئيسية هي (المعارف النظرية حول مفهوم التنظيم الذاتي - مهارات التنظيم الذاتي – استراتيجيات التنظيم الذاتي)، و بينت نتائج الدراسة الاستطلاعية أن الطلاب عدم وجود أي خلفية نظرية عن مهارات التنظيم الذاتي.

- حاجة الطلاب لتدريب على مهارات إنتاج عناصر التعلم الرقمية اتساقا مع المعايير الأكاديمية القياسية لإعداد خريجي شعبة تكنولوجيا التعليم بكليات التربية النوعية حيث نصت على أن يظهر خريجي تكنولوجيا التعليم تمكنا من المهارات المرتبطة بالنمو النفسي و الذاتي وأن يحقق الخريج التوزان بين الجوانب المعرفية و الجوانب النفسية (2010: 287).