فعالية برنامج معرفي سلوكي لخفض السلوك الفوضوي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية

الملخص AR

تعد السنوات الطفولية الأولى ذات أهمية كبيرة في تنشئة الطفل وفي حياته المستقبلية و نلاحظ أن خبرات الفرد الماضيه و بيئته و ثقافته التى نشأ فيها لها تأثير مباشر على سلوكه و نمو شخصيته و على صحته النفسية و سلوكه الإجتماعى.

و تعتبر هذه المرحلة مرحلة خطيرة و حساسة يكون فيها الطفل أكثر عرضة و استهدافا لنمو أشكال السلوك التى تدل على عدم التوافق و هو ما يحددها بعض علماء النفس بالمشكلات العادية المتوقعة من معظم الأطفال في سن معين و لكنها تتميز عن المشكلات غير العادية التى تنصرف عن معايير النمو السليم و توقعاته المستقبلية على المراحل الأخرى المتعاقبه و التى قد تؤثر بالسلب على المرحلة التى تليها وهى المرحلة الإعدادية التى تعد بدايات مرحلة المراهقة وهى من أهم المراحل التعليمية و العمرية لتلاميذ هذه المرحلة حيث أن مرحلة المراهقة من أهم المراحل العمرية في حياة الأنسان حيث يمر في حياته بالعديد من المراحل المتغيرة و منها (مرحلة المهد، مرحلة الرضاعة، مرحلة الطفولة المبكرة، مرحلة الطفولة المتأخرة، مرحلة المراهقة، مرحلة الشباب، مرحلة الكهولة أو الشيخوخة).

و مرحلة المراهقة و التى تعتبر من أهم المراحل العمرية في حياة الأنسان وهى عبارة عن تغير في النمو العقلى، الإجتماعى، الحسى، الإنفعالى، الجنسى.

وهى من أخطر المراحل التى يتكون فيها ميول و شخصية و عقلية وكل ما يتعلق بالطفل في هذه المرحلة.

و تعد هذه المرحلة من أكثر المراحل خطورة و التى يتخوف منها الأهل أثناء مرور أبنائهم بها، و لقد كثرت مشكلات مرحلة المراهقة في أيامنا هذه و تعددت مسبباتها و أصبح الوصول إلى حلول لهذه المشكلات حلم لكل أسرة نتيجة الضغوط النفسية التى يمر بها المراهقين حيث أنه في هذه المحلة لا يمتلك المراهق في شخصيته سوى العصبية و العناد و العنف في شتى مواقفه وقد وجدت الباحثة أن السلوك الفوضوى هو من أكثر السلوكيات الشائعة التى يتبعها المراهق في هذه المحلة العمرية و التى يعانى منها الأباء و المعلمين.

و يعتبر السلوك الفوضى شكلا من أشكال السلوك اللا تكيفي و لكنه عادة ما تكون أقل حدة من السلوك العدوانى، فمصطلح السلوك الفوضوى أو التدميرى أحد المفاهيم الحديثة فىمجال الصحة النفسية، و يعمل السلوك الفوضوى على إثارة المشاكل و الفوضى الأمر الذى يمثل تشويها لأشكال السلوك الإجتماعى.

و من هنا سوف تقوم الباحثة بإعداد برنامج إرشادى معرفي سلوكى حيث يعد العلاج المعرفي السلوكى من أهم التطورات التى ظهرت في علم النفس الحديث و خاصة في بداية السبعينيات من القرن العشرين حيث زاد الإهتمام بأهمية العمليات المعرفية ودورها في تعديل السلوك مثل ( التفكير و التخيل )؛ و الهدف الرئيسى من العلاج المعرفي السلوكى هو محاولة تغيير الأفكار الخاطئة و محاولة تعديلها من خلال أساليب و تدريبات متعددة تركز على السلوكيات اللاتكيفية باعتبارها نتاجا للتفكير الخاطئ Hersen @ Bellack 1985)) لذلك وجدت الباحثة من أهمية العلاج المعرفي السلوكى في حياة الفرد و المجتمع و بالأضافة إلى ما وجدته الباحثة من توصيات و مقترحات لدراسة السلوك الفوضوى حيث أنه يعد من المصطلحات الجديدة في علم النفس وفي الصحة النفسية بوجه خاص و من هنا فقد قررت الباحثة إستخدام بعض فنيات الإرشاد المعرفي السلوكى وذلك من خلال برنامج إرشادى معرفي سلوكى حتى يتم من خلاله خفض حدة السلوك الفوضوى الذى قد يؤدى بالشخص المراهق إلى إيذاء أو تدمير نفسة و الأسرة و بالتالى المجتمع الذى يعيش فيه وذلك بتأثيره في الأخرين و تأثره بهم و لكن بطريقة غير إيجابية.