تأثير الهوية التراثية و المستجدات المعاصرة على التشكيلات المعمارية للمباني

الملخص AR

يبرز التراث دورا فعالا في صياغة ذاكرة الأمم و عمقها التاريخي و الحضاري، فالتجسيد المتميز لثقافة المجتمع في حقبة معينه يعد إنعكاسا أصيلا و ترجمة للتطور عبر التاريخ.

و مع تسابق العالم اليوم مع التكنولوجيا و قدرة و كفاءة الإنسان في محاوله تكييفه مع البيئات الجديدة و المتغيرة، فنجد الثورة الصناعية و الإتصالية إختزلت العلاقة بين المجتمعات لتخلق لغة خاصة بهوية إجتماعية مختلفة، ليخسر بذلك أي مجتمع هويته و شخصيته و ثقافته و تقاليده و أبعاده الاجتماعية و النفسية و الإقتصادية و البيئة الطبيعية لمجرد التفاعل مع أحدث التقنيات و التكنولوجيا المعاصرة.

و تعد واجهات المباني هي أقوى العناصر التي تعبر عن الطابع المعماري لمنطقة ما، فهي أول ما يقابله المشاهد و يطبع في ذهنه بما تمثله من رسالة بصرية ذات معاني نابعه من القيم المحلية و المفردات المعمارية تسمح للمشاهد بسهولة التميز بينها.

فنجد التشكيل المعمارى ما هو إلا نتاج لعدة عوامل مرتبطة أو تختلف من فترة زمنية لأخرى و كذلك يختلف من مكان لآخر باختلاف التكنولوجيا المستخدمة سواء كانت مواد بناء جديدة، أساليب و طرق التنفيذ بهدف الوصول إلى أنسب تشكيل للمبنى يصلح لأداء و ظيفته، كما كان يراه " سوليفان" في نهاية القرن التاسع عشر، آخذا في الاعتبار المحددات التى أدت إلى ظهور الأشكال المختلفة المتوائمة مع محددات كل عصر، بحيث تمثل واجهات المباني كواجهة الإنسان يمكن أن نقرأ منها أصالته الداخلية و سماته، و صفاته، و ما يعتريه من مشاعر.

و نجحت الدراسة في إلقاء المزيد من الضوء على مفهوم تأثير الهوية التراثية و المعمارية على التشكيل النهائى للمنتج المعمارى من خلال منهج علمى يعتمد على التوثيق و التحليل و التقييم لنماذج معمارية مختلفة الأماكن خلال فترة الربع الأخير من القرن العشرين.

و خلصت الدراسة إلى أن التشكيلات المعمارية المختلفة هى نتيجة لما تفرضه وظيفة المبنى من متطلبات وظيفية و التى أنشأ المبنى من أجلها، و التأكيد على الإستفادة من الهوية التراثية مع التطور العلمى و التكنولوجى في مواد و نظم الانشاء و طرق و أساليب البناء المؤثرة بطريقة مباشرة على شكل الكتلة المعمارية المعاصرة لتتناسب مع البيئة المصرية.