المسئولية الدولية عن الحماية البيئية : مشكلات قانونية

الملخص AR

يعد موضوع الانسان و الطبيعة إحدى أهم الموضوعات التى يتم دراستها في علم الفلسفة كعلم يهدف إلى طرح الأسئلة دون الوصول إلى الإجابة عنها؟ إلا أن الفلاسفة قد تمكنوا اليوم من الاجابة على السؤال الذى طرح منذ القدم (هل الإنسان تأثر بالطبيعة التى يعيش فيها أم أنه أثر عليها؟ ).

و مما لاشك فيه أن مشكلة التلوث البيئى ليست مشكلة جديدة أو طارئة و إنما الجديد فيها هو زيادة شدة التلوث كما وكيفا في عصرنا الحاضر فالتلوث مشكلة عالمية لا تعترف بالحدود السياسية أو الجغرافية و لذلك حيظت باهتمام دولى.

و لأن التصدى لها يجاوز حدود و إمكانيات التحرك الفردى لمواجهة هذا الخطر لذلك عقدت الاتفاقات الدولية و أصبحت المنظمات الدولية مسئولة عن التصدى لكل فعل من شأنة إنتهاك قواعد الحماية البيئية.

وفي الأونة الأخيرة بدأت الدراسات و الفكر القانونى يهتم بقضايا البيئية و يأخذ مأخذ الجد و ظهرت العديد من المؤلفات و البحوث و الدراسات و عقدت عدة مؤتمرات ووقعت الكثير من الاتفاقات الدولية التى تعالج هذا الموضوع.

و بالنظر إلى ذلك فهى تثير العديد من الاشكاليات و خاصة القانونية منها.

نظرا لمراعاة الاعتبارات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية التى تحيط بهذه المشكلة.

و نظرا لخطورة مشكلة التلوث البيئى فقد بدأت دول العالم في شتى أنحاء المعمورة تهتم بالبيئة سواء على المستوى الوطنى أو الإقليمى أو الدولى وذلك للحفاظ على البيئة و استحداث الوسائل القانونية و منع الاعتداء عليها.

و تتمثل هذه الدراسة الورقة البحثية في الإجابة عن التساؤلات التالية و التى تمثل العناصر الآتية: -- ما هى أهمية البيئة و علاقتها بالإنسان؟ وهل بالإمكان تحديد تعريف لها؟ - ما هو دور المنظمات الدولية في حماية البيئة من التلوث؟ - ماهية المسئولية الدولية عن الأضرار البيئية (المسئولية المترتبة عن انتهاك قواعد الحماية).

و لقد إستأثرت في هذه الورقة البحثية للإجابة على تلك التساؤلات: من خلال (مبحث أول) ماهى أهمية و علاقتها بالانسان و مدى وجود تعريف لها في ضوء القانون الدولى(مبحث ثانى) دور المنظمات الدولية في الحماية البيئة (مبدأ الوقاية خير من العلاج)(مبحث ثالث) المسئولية الدولية عن الأضرار البيئة.