تقانات الهجاء في شعر ابن ميادة المري

الملخص AR

لقد عرف أدبنا العربي وعلى مر العصور أغراضا وفنونا أدبية متعددة ومتنوعة، وهذه الأغراض شابها كثير من التغير والتطور تزامنا مع تطور الأدب، والهجاء أحد هذه الفنون التي صاحبت الشعر منذ ولادته، وهو أيضا-الهجاء-أحدثت فيه موضوعات وتجددت معالجاته، ففي بداياته كان يظهر معايب الأخرين، ومع تقدم الوقت تجاوز إلى هجاء الذات والأهل والأقارب والحكام والقضاة وغيرهم، وابن ميادة المري شاعر مخضرم واكب عصرين (الأموي، والعباسي)، وهو من الشعراء الهجائيين الذين عرفوا بسلاطة اللسان بشكل لافت للنظر، وممن هجا الأهل والأقارب، وقد شكلت ظاهرة الهجاء مساحة واسعة في ديوانه، وهذا ما استدعانا لدراسته، والوقوف على مجموعة من التقانات التي وجدنا فيها التعبير عن السلوك السلبي والمعوج والمثالب التي اتصف بها المهجو، ومن أبرز التقانات التي كشفت التوتر النفسي وحالات التناقض التي يعيشها الشاعر، ونظرته إزاء الناس والمجتمع الذي كان ينظر إليه بازدراء وتهكم (تقانة الصور، تقانة التكرار، تقانة الإضمار، تقانة التضاد)، وهذه التقانات أسهمت بشكل كبير في البوح عما يدور في خلجات الشاعر من احتقار واستهزاء وسخرية من المهجو.