الري والإصلاح الزراعي في العراق (1-132ه 622-750م)‎

الملخص AR

اعتنت الدول منذ القدم بنظام الري والإصلاح الزراعي وازداد هذا الاعتناء مع بداية عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم تواصل الأمر في العصور اللاحقة لما له من أهمية في تطور النظام الزراعي في البلاد الإسلامية عموما وفي العراق خاصة.

إذ أقام المسلمين أنظمة ري متطورة في البلدان التي افتتحوها كما أنهم حرصوا على العناية بالأراضي الزراعية ولاسيما في العراق لخصوبة أرضه ووفرة مياهه، ومن ثم مثل نظام الري أساس الزراعة التي بأثرها مثلت الجزء الأكبر من الاقتصاد الإسلامي، فكان لكل منطقة من العراق نظام ري خاص به يختلف في أنواعه وطرائقه عن المناطق الأخرى، ووجد إلى جانب نظام الري إصلاحات وقوانين ساعدت هي الأخرى في زيادة مساحة الأراضي المزروعة انتهجها النبي والخلفاء من بعده مثل إحياء الأراضي الموات والأقطاع وفرض الجباية على وفق نظام خاص يتسم بالعدالة وغيرها.

وكان للتنظيم والتطور في نظام الري والإصلاح الزراعي في العراق إثر في تنوع طرائقه واستعمالاته وجاء هذا الأمر في تشجع الخلفاء على توظيف شبكة الري والاستفادة منها في الإنتاج الزراعي ومن ثم زيادة المساحة المزروعة مما مثل أداة حيوية في هذا الجانب، ولكون نظام الري والإصلاح الزراعي من أكثر العوامل المهمة في مجال الإنتاج الزراعي ارتأينا أن يكون تركيزنا في هذا البحث على التعريف بنظام الري وطرائقه وتنوع وسائله، فضلا عن إثر الخلفاء في تطويره وإصدار التشريعات التي مثلت عماد الإصلاح الزراعي.