البعثات العلمية في العهد الأموي (40 هـ 132 هـ)‎

الملخص AR

احتلت الحضارة العربية الإسلامية مكانة متميزة في بنية الحضارة الإنسانية، بما ابتكرته من جديد أو بما أضافت من إبداعات أو حققته من تصحيحات في شتى أنواع علوم ومعارف الأقدمين فهذه الحضارة التي سقتها أخلاقيات العروبة الراقية لآلاف من السنين ورفدها الإسلام بالروح الدافعة التي نقلتها نقلة هائلة نحو الأمام، مع قدرة غير محدودة على التجديد والابتكار، يعود لها الفضل في أنها حفظت للعديد من الأمم والشعوب مواريثها الحضارية، كما حصل للموروثين الحضاريين اليوناني والهندي مثلا، والبعثات العلمية أحد أبرز المظاهر الحضارية في التاريخ العربي الإسلامي لأنها حققت غايات علميه متعددة الجوانب سياسيه أو اقتصادية أو اجتماعية، فضلا عن نقل التراث من مكان إلى آخر والعمل على نقل كنوز الحضارات القديمة الفارسية واليونانية ثم تعريب هذه المصنفات فضلا عن تعريف الأنسان العربي المسلم بأماكن مجهولة بالنسبة لهم مثل جبل الرقيم وقصة أصحاب الكهف، وسد يأجوج ومأجوج.

هذا كان أحد أسباب انتقاء الموضوع كبحث وتتحدث بشكل موجز عن البعثات العلمية وكون البعثات أحد مظاهر الحضارة العربية الإسلامية وقد أخذت تتميز تميزا ملحوظ في ضل الإسلام رغم كونها قد ظهرت منذ زمن قديم إلا أنها تبلورت وأخذت طابعا علميا مميز نظيف إلى هذه الأسباب تركيز المؤرخين على الجوانب السياسية بشكل أكبر والعلاقات مع الدول المجاورة بشكل سطحي دون التعمق في حياة تلك الشعوب وأطباعهم، ومنها جاء اختياري لهذا الموضوع، محاولة مني لتسليط الضوء على الجوانب المختلفة لحياة شعوب الدول المجاورة وما كانوا عليه.

من خلال ما دونه المبعوثين الذين أرسلتهم الدولة في مهمات علمية مدونين ما رأوه وما سمعوه كصور حية تنقل وتقارن ما بين معالم الحضارة الإنسانية العربية الإسلامية وحضارات الشعوب الأخرى المجاورة.