ظاهرة التهرب الضريبي و التمرد ضد السياسة الجبائية العثمانية في الجزائر أواخر العهد العثماني (1700م-1830م)‎

الملخص AR

يعالج هذا المقال التاريخي قضية التهرب الضريبي و التمرد ضد السياسة الجبائية العثمانية في الجزائر أواخر العهد العثماني (1700م/1830م) و هو موضوع يسلط الضوء على العلاقة بين السلطة و السكان وكيف تحولت من علاقة و لاء إلى عداء بسبب الإفراط في الجباية رغم سوء حالة السكان خاصة القاطنين بالأرياف، و أخذت العلاقة في التوتر بمنحى تصاعدي قبل أن تتحول إلى تمردات و انتفاضات، فلما حاول السكان التحايل و التهرب من الدفع قوبلوا بالقمع و هو ما زاد في لهيب التمرد حتى تحول إلى انتفاضات وثورات ساهمت إلى حد كبير في إضعاف الدولة ماليا و عسكريا، وقد استفادت هذه التمردات من جهتها من الضعف الذي آلت إليه المؤسسة العسكرية و تراجع السيادة الجزائرية على حوض البحر المتوسط و انتشار الأوبئة و المجاعات و الكوارث الطبيعية، وهنا نلاحظ علاقة التأثير و التأثر ما بين الأوضاع السياسية الداخلية و الخارجية والأوضاع الاجتماعية و حتى الاقتصادية، وكل هذه العوامل فرضت نفسها عن طريق التفاعل فيما بينها حتى أفرزت وضعا داخليا صعبا مس الايالة وهز كيان الحكم العثماني في الجزائر و عجل بزواله.