الصعوبات الأمنية للتجارة الصحراوية عبر طريق السودان الأوسط خلال القرن 19

الملخص AR

تهدف هذه الدراسة إلى إبراز أسباب تدهور التجارة الصحراوية بين الشمال الإفريقي و بلاد السودان خلال القرن 19 وبداية القرن 20 في أحد أهم الطرق التجارية، هو طريق السودان الأوسط الذي شهد من قبل انتعاش حركة تبادل السلع بين ثلاث أقاليم رئيسة هي بلاد السودان و بلاد المغارب و أوروبا؛ و لكن بداية من القرن 19 ظهرت مجموعة من العوائق البشرية و السياسية التي هددت أمن التجارة و أثرت سلبا على نشاط القوافل الصحراوية، بعض تلك التحديات كانت تقليدية و أخرى وهي الأصعب ارتبطت بتغير العلاقات الدولية لصالح القوى الاستعمارية الأوروبية.

ركزت الدراسة على التعريف بأهم حواضر طريق السودان الأوسط من الشمال إلى أواسط القارة الإفريقية فيما يعرف اليوم ببلاد غانا و نيجيريا، و لعل أهم تلك الحواضر هي: طرابلس و غدامس و غات و كانو؛ ثم تطرقت إلى العوامل الأمنية و السياسية المتحكمة في نشاطها التجاري، في منطقة شاسعة تتوزع فيها القبائل و ترتبط بممالك و كيانات سياسية متصارعة حينا و متحالفة أحيانا أخرى.

كما حاولت في هذه الورقة الكشف عن الدور السلبي للتدخل الأوروبي على أمن القوافل التجارية، ذلك التدخل الذي انتهى بالدول الاستعمارية إلى السيطرة على التجارة الصحراوية عبر عدة و سائل، و كانت النتيجة أن تراجع الدور التجاري و الحضاري لطريق السودان الأوسط كغيره من الطرق الرابطة بين حواضر الشمال الإفريقي و أقاليم و حواضر إفريقيا جنوب الصحراء، بعد أن تغيرت قواعد و أسس العلاقات الدولية في المنطقة لصالح قوى استعمارية إمبريالية أجنبية.

الكلمات المفتاحية: تجارة القوافل – طرابلس الغرب- غدامس - غات- الدولة العثمانية – الدول الاستعمارية