الخيال عند العياشي : "رحلة ماء الموائد أنموذجا"

الملخص AR

الرحلة من بين الأجناس الأدبية الأكثر ثراء و غنى، و انفتاحا و تعدادا للأصوات و الخطابات و من أكثر تجارب العالم الخارجي تعقيدا.

و من خصائص السرد الرحلي أنه يمتلك مناحي و آفاق متعددة و متشبعة و من مميزاته باعتبارها جنسا أدبيا تفرده بخاصية التنوع المفاجئ، إذ فيه من التقطع والتوزع فوق ما فيه من التواصل و التكامل.

و يعود تقطعه إلى طبيعة الترحل و التنقل فيه(.

.

.

)ترابط بين الواقع و المتوقع و تكامل بين ما يرى الكاتب بعينه و ما يرسمه الخيال للقارئ وهنا يكمن السحر الذي يمارسه الرحالة و يتعرض له القارئ فلا يطيق أن يقاومه و لا يقوى حتى على التفلت من شباكه، و هذا ما نلمسه في رحلة العياشي" ماء الموائد"، حيث كان بارعا في تأسيس سرده على اختيارات استراتيجية واضحة منذ عتبة العنوان وعليه فإن التعجيب و الإغراب أهم العناصر المبنية لنص لا جدال في أدبيته و نسجه سوى المتعة بلحمة الإفادة.

و لعل هذا ما جعلنا نميط النقاب عن مكر تلك الإفادات من خلال الكشف عن بناء النص الرحلي و طاقته الخيالية المدهشة.

لقد استطاع هذا النص الفاتن بتنوعاته السردية و استقصاءاته لدائرة الخيال أن يوسع من دائرة الحس و يستنفذ مداها عبر تأسيس مشاهداته على بنية الخطاب و العجائبي و الخيال.

.

.

كل ذلك من أجل ضمان المشاركة الوجدانية والوجودية على حد سواء.

وفي هذا توسيع لدائرة الإقناع التي تنقل المتلقي من لحظة الدهشة إلى ملكوت العبرة.