العلمانية و خطرها على المجتمعات الإسلامية

الملخص AR

يهدف هذا البحث إلى بيان خطورة التيار العلماني و ما يحمله في طياته من الابتعاد عن الدين و ضوابطه و تشويهه في نفوس أبنائه، و كذلك إظهار ما يتميز به الإسلام من شمول لحياة الإنسان لا تتوفر في أي مذهب أو نظام آخر، كشف زيف العلمانية و منهجها و مبادئها التي تدعو إلى تطبيقها في المجتمع الإسلامي، و كذلك لفت أنظار المسلمين إلى خطر العلمانية على الدين و المجتمع.

وقد اعتمدت في بحثي على المنهج التاريخي الاستردادي في محاولة استنطاق التاريخ لمعرفة كيفية بداية العلمانية في الغرب و ازدهارها و عوامل انتقالها إلى العالم الإسلامي، ووسائل تأثيرها فيمن يتحمسون لها، كما اعتمدت أيضا على المنهج الوصفي التحليلي الاستنباطي، حيث أقوم بوصف الظاهرة العلمانية و تحليلها و استنباط ما يلزم لفهم آثارها و مسبباتها و مظاهرها.

وقد توصلت من خلال هذا البحث إلى مجموعة من النتائج من أهمها أن العلمانية ترفض الأديان و لا تتقيد بها، فمهوم العلمانية يعني ما ليس دينيا، بل و هو نظام يرفض كل ما هو ديني، وأن نشأة العلمانية جاءت لظروف في المجتمع الغربي مثل تحريف الكنيسة للدين، و طغيان رجال الكنيسة، حتى وصل بهم الأمر لإصدار صكوك للغفران، كذلك محاكم التفتيش التي تحكمت حتى في التفكير، وأن العوامل التي ساعدت على انتقال العلمانية للمجتمعات الإسلامية تمثلت في نهضة أوربا مع العلمانية مما نتج عنه الإعجاب بالعلمانية و الانبهار بها، و تخلف المجتمعات الإسلامية، و الاستعمار العسكري و ما أعقبه من سقوط الخلافة، و الهزيمة النفسية لدى المسلمين، و كذلك الغزو الفكري و الاستعمار الأوربي للمجتمعات الإسلامية، وأن الإسلام يرفض العلمانية، و لا يلتقي معها في مبادئها أو أهدافها، لقد جاءت خطة البحث في تمهيد أربعة مباحث و خاتمة، تناولت في المبحث الأول نشأة العلمانية في الغرب و مراحلها، وفي المبحث الثاني تناولت انتقال العلمانية إلى البلاد الإسلامية، وغي المبحث الثالث تناولت مجالات نشر العلمانية و أثارها على المجتمعات الإسلامية، و تناولت في المبحث الأخير موقف الإسلام من العلمانية، ثم عرضت بعد ذلك لأهم النتائج و المقترحات.