تقديم الفاعل على الفعل في نهج البلاغة بين المنهج المعياري و الوصفي

الملخص AR

يتناول البحث قضية نحوية خلافية بين الكوفيين و البصريين و هي مسألة جواز تقديم الفاعل على فعله، و قد جاء متبعا المنهج الوصفي و مقسما على مبحثين تسبقهما مقدمة، المبحث الأول كان بعنوان (تقديم الفاعل على الفعل بين المعيارية و الوصفية) يتناول قضيتين الأولى (معيارية وجوب تأخير الفاعل عن الفعل) و الثانية (وصفية جواز تقديم الفاعل على الفعل)، أما المبحث الثاني فقد جعلته دليلا على صحة رأي الكوفيين في هذه المسألة بالاستشهاد من كلام أفصح العرب بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم إمام البلاغة و سيد الفصاحة و منبعها علي بن أبي طالب عليه السلام في نهجه (نهج البلاغة) و قد سميته (دلالات تقديم الفاعل على الفعل).

و توصلت الدراسة إلى أن منهج البصريين كان أكثر تقيدا بالأصول المنطقية و الفلسفية المعيارية، من المنهج الكوفي الذي كان أكثر توسعا بالاستشهاد اللغوي و أقرب إلى طبيعية اللغة و وصفها، و يعضد رأيهم في مسألة تقديم الفاعل على الفعل، شواهد كثيرة و متنوعة إذ استشهدوا بآيات قرآنية، و أبيات شعرية، و كلام نثري عربي، مما لا مجال معها للشك أن طبيعة الاستعمال اللغوي عند العرب، أنهم يقدمون الكلمات التي يهتمون بها و يقصدون التحدث عنها.