متطلبات تدعيم التربية المدنية لدى طلاب الجامعة في ضوء التغيرات المعاصرة

الملخص AR

يشهد العصر الذي نعيش فيه مستجدات عديدة ظهرت آثارها في مختلف جوانب الحياة، و أصبحت تحديا يؤثر على التعليم بصفة عامة و التعليم الجامعي بصفة خاصة، فكان لهذه المستجدات أثرها المباشر وغير المباشر على سلوك الشباب إيجابا و سلبـا.

و يعد التعليم الجامعي من أهم السبل لمواجهة تلك التغيرات و التحديات، فهو الموجه الرئيس لعملية التنمية المستديمة، و إعداد الإنسان للحياة الاجتماعية الناجحة لكي يشارك بفاعلية في اتخاذ القرارات وحل المشكلات التي تواجه المجتمع، و التعاون و العمل الجماعي مع الآخرين، مع نبذ العنف و التطرف في التعبير عن الرأي، وأن يكون لديه القدرة على التفكير الناقد، و ممارسة الديمقراطية و التسامح و الانتماء للوطن و الاعتزاز به و الدفاع عنه⁽¹⁾، و الجامعة كمؤسسة اجتماعية مسئولة عن تنمية القيم لدى طلابها، و طلاب الجامعة من أهم القطاعات التي تمثل الطاقات الخلاقة و القوى المبدعة التي يستند إليها المجتمع سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا فطلاب الجامعة يتميزون بكل ما لمرحلة الشباب من خصائص، فهم شديدو الاهتمام بالمثل العليا و القيم التي يؤمنون بها و يعيشون لها و قلوبهم متفتحة لاستقبال أفكار جديـدة⁽²⁾.

و تؤكد الشواهد اليومية أن المظاهر السلبية لدى الأفراد داهمت المجتمع المصري، و منها مظاهر العدوان، و انحدار الأخلاق بين أفراد المجتمع، و الاعتداء على هيئة القضاء داخل المحكمة، و قضايا الرشاوى، و مخالفة القوانين و قواعد المرور، كما أدى غياب قيم المواطنة و عدم تمثيلها بالشكل المناسب في المناهج إلى وجود أزمة على الصعيد التربوي، انعكست على الصعيد المجتمعي في سيادة التعصب و الحزبية و عدم التسامح التي تلغي مساحات الحوار و قبول الرأي الآخـر⁽³⁾.