تنمية مهارات الاستماع و القراءة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية بطيي التعلم باستخدام استراتيجية الحواس المتعددةVAKT)‎)‎

الملخص AR

اللغة وسيلة أساسية لرقي الأمم و تطورها؛ لما لها من أهمية كبيرة في جميع مناحي الحياة؛ فهي تعد أداة اتصال بين الفرد و مجتمعه، ووسيلة للتفاهم و التعبير، و مظهر مهم من مظاهر الثقافة لدى أي شعب من الشعوب.

و الاستماع أول المهارات اللغوية اكتسابا و أوسعها؛ فهو الفن الذي ترتكز عليه كل من فنون التحدث، و القراءة، و الكتابة، فالاستماع وسيلة إلى الفهم و التفكير، و هو كذلك وسيلة الاتصال بين المتحدث و السامع، و هو عملية يعطى فيها المستمع اهتماما خاصا و مقصودا لما تتلقاه أذنه من أصوات مع فهم هذا الكلام، و ترجمته إلى مدلولات معينة، كما تعد القراءة فنا لغويا يرتبط بالجانب الشفوي للغة عندما يمارس ممارسة جهرية بالعين و اللسان، و يرتبط بالجانب الكتابي للغة من حيث إنها ترجمة لرموز مكتوبة، سواء تمت ممارسة القراءة بالعين و اللسان أو بالعين فقط.

و على الرغم من الأهمية التطبيقية لتعليم مهارات: الاستماع و القراءة في مراحل التعليم قبل الجامعي، إلا أن هناك مجموعة من الصعوبات التي تواجه متعلمي اللغة العربية في مراحل الدراسة الأولى عند تعلم هذه المهارات، و تتمثل في بطء التعلم الأكاديمية.

حيث تتعدد فئات ذوي الاحتياجات الخاصة و من هذه الفئات بطئ التعلم Slow Learners و تمثل هذه الفئة فاقدا كبيرا في العملية التعليمية، حيث لم يلتفت إلى وجودها بالقدر الكافي بالرغم من أن أفراد هذه الفئة ليسوا بالعدد القليل حيث يمثل أفرادها نسبة من 20% - 30% تقريبا من مجموع التلاميذ بمعنى أنه يوجد تلميذ بطئ تعلم من كل خمس تلاميذ في الفصل.

لذا لجأ العلماء و المفكرون إلى ابتداع طرائق و أساليب تسهم في اكتساب النشء مهارات فكرية متنوعة، و منها أسلوب الحواس المتعددة (VAKT) الذي يقوم على استخدام المدخل متعدد الحواس في عملية القراءة و الاستماع و الكتابة و الإملاء، و يعتمد هذا الأسلوب على إعمال الخبرة اللغوية للتلميذ في اختيار الكلمات مما يجعل التلميذ أكثر نشاطا و فاعلية.

وتوظيف الحواس المتعددة (Multi-Sensory Strategy) أسلوب من أساليب التعليم متعدد الحواس، يعتمد على مبدأ التعرف على تهجئة الكلمات بخطوات معينة، و يستعمل الطريقة الكلية التي تقوم على تهجي الكلمات كوحدة واحدة بمعنى استعمال الكلمة الكاملة بواسطة الحواس المتعددة، حيث يطلب من التلميذ – مثلا – النطق بالكلمة، وفي هذا استخدام للحاسة السمعية، وأن يشاهد الكلمة، وفي هذا استخدام للحاسة البصرية، وأن يتتبع الكلمة، وفي هذا استخدام للحاسة الحسية – الحركية، و إذا تتبع الكلمة بأصبعه فيكون ذلك استخداما لحاسة اللمس، كما تتميز هذه الاستراتيجية بأنها تركز على الأنشطة التي تتناول تعرف الكلمات و إدراك معانيها خلال كتابة التلميذ للنص اللغوي، موظفا الفهم القرائي و الاستماعي فيما يكتب و يقرأ، وهي تشبه طريقة تعدد الوسائط، و الدراسة الحالية تسعى إلى توظيف استراتيجية الحواس المتعددة لتنمية مهارات: الاستماع و القراءة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية بطيئي التعلم.