استخدام استراتيجية التناظر في تدريس علم النفس لتنمية مهارات التفكير التوليدي و الكفاءة الذاتية لدى طالبات المرحلة الثانوية

الملخص AR

يعد العصر الحالى عصر الانفجار المعرفي وثورة المعلومات مما دعا إلى ضرورة استخدام بعض الإستراتيجيات الحديثة، و التي تركز على المتعلم بصفة عامة و خاصة إستراتيجية التناظر، التى تعرف على أنها تحديد أوجه التشابه و الإختلاف بين مفهومين غير مألوفين، حيث يظهر الواقع التعليمي أن التفكير الخطي هو السائد في مدارسنا حتى الآن في عمليات التعليم؛ إذ تقدم مفاهيم أو موضوعات أى مقرر منفصلة عن بعضها بحيث تؤدى في النهاية إلى ركام معرفي هائل غير مترابط يهدف إلى مساعدة المتعلمين على اجتياز امتحانات تقتصر على قياس الجانب المعرفي في مستوياته الدنيا، و على هذا فإن الاهتمام بالجانب العقلي و تنمية العمليات و المهارات العقلية الخاصة بالتفكير أصبح من المتطلبات الأساسية و الضرورية لمواجهة المستقبل، الحاجة التى دعت إلى ضرورة تنمية مهارات التفكير و الكفاءة الذاتية لدى المتعلمين، وذلك لما لهما من أهمية فعالة لديهن، بناء على ذلك تبدو الحاجة في هذا العصر ملحة إلى تبنى إستراتيجيات تعليم و تعلم تساعد المتعلمين على إثراء معلومات و تنمية قدراتهم العقلية المختلفة و تدريبهم على نوع معين من التفكير، و خاصة التفكير التوليدى لما فيه من مهارات( الطلاقة، التنبؤ، وضع الفرضيات، التعرف على الأخطاء)، بدلا من التركيز على تلقينهم للمعلومات و الحقائق، و ضرورة تنمية الكفاءة الذاتية ذات البعدين الأكاديمى و الاجتماعى، "حيث يرى فيجوتسكي أن المعرفة تبنى بطريقة إجتماعية، إذ أنها تتم من خلال المناقشة الاجتماعية و التفاوض الاجتماعي بين المعلم و المتعلم، و بين المتعلمين أنفسهم، وذلك باعتبار أن المعرفة عملية اجتماعية ثقافية توجه تفكير المتعلمين، و تعينهم على تكوين المعنى، و هكذا يكون الجوهر الاساسى للبنائية الاجتماعية هو التفاعل الاجتماعى"، و هذا يؤكد مدى العلاقة و الارتباط بين التفكير التوليدى و الكفاءة الذاتية ذات البعدى الأكاديمى و الاجتماعى و استراتيجية التناظر.

(كمال عبدالحميد زيتون، 2008، 41)