إدارة السمعة مدخل لتحقيق الميزة التنافسية لمؤسسات التعليم الجامعي بمصر

الملخص AR

تشهد الجامعات في الآونة الأخيرة العديد من التغيرات و التحديات السريعة و المتلاحقة؛ فبفعل الثورة المعرفية و التكنولوجية تحول الطالب إلى المنافسة العالمية، كما تحولت معايير جودة الأداء من المعايير المحلية إلى المعايير العالمية، الأمر الذى يفرض على الجامعات ضرورة إعادة النظر في عناصرها و مكوناتها و العمل علي تطويرها؛ بما يمكنها من إعداد نوعية جديدة من القيادات الجامعية و أعضاء هيئة التدريس، و الطلاب يمكنهم استخدام أصول المؤسسات الجامعية الملموسة وغير الملموسة بشكل أمثل.

و تعتبر سمعة الجامعة من أهم الأصول غير الملموسة التي يجب أن تمتلكها، و تسعى باستمرار إلى إدارتها و بنائها بشكل يتناسب مع طبيعة المجتمع و البيئة المحيطة بها، فهي من أهم مقاييس نجاح الجامعات؛ نظرا لارتباطها الوثيق بجذب الطلاب و المستفيدين من خدماتها، و تشكيل سلوك العاملين بالجامعة و تدعيم أنشطتهم، كما أنها قيمة غالية لأية جامعة؛ فالسمعة الجيدة تعلي من قيمة كل ما يمكن أن تقوله أو تفعله الجامعة، و تحسن تصورات المتعاملين معها تجاهها، و السمعة السيئة من شأنها أن تقلل من قيمة مخرجات الجامعة و الخدمات التي تقدمها، و بالتالي تقلل من قيمة سمعتها^([1]).

و يعد تطبيق إدارة السمعة من أكثر المشكلات التي تواجه المؤسسات الجامعية في الوقت الراهن نظرا لصعوبة قياسها، فضلا عن أن الجامعات لا تملك سمعتها بشكل مباشر أو تسيطر عليها كما تريد؛ فسمعة الجامعة تتحدد بناء علي تقييم الأفراد من خارجها، و تتشكل عبر مدى زمنى طويل، كما أنها تتطور من خلال تميز و تفرد الجامعة، و من خلال أفعالها التي تشكل هويتها؛ مما يجعل الجامعة تعمل باستمرار في إطار تنافسي من أجل أن تحظي بسمعة طيبة تمكنها من كسب ميزة تنافسية على غيرها من الجامعات المماثلة^([2]).

([1]) غراهام داولينغ، تكوين سمعة الشركة: الهوية و الصورة و الأداء، ترجمة: وليد شحادة، المملكة العربية السعودية: مكتبة العبيكان، 2003م، ص9.

([2]) سعيد الأسدي، فلسفة التربية في التعليم الجامعي و العالي، عمان: دار صفاء للنشر و التوزيع، 2013م، ص 35.