من البلاغة النبوية في أحاديث حقوق خير البرية

الملخص AR

خص الله النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ بمناقب و محاسن كثيرة، و أوجب له حقوقا لابد من أدائها، و من الملاحظ اليوم أن كثيرا من أبناء الإسلام قد انشغلوا بأشياء كثيرة في و اقعهم، جعلتهم ينحرفون عن محاولة معرفة حقوق النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ؛ لذلك كان الهدف التعريف بحقوق النبي علينا و التي منها، حق الإيمان، و حق الطاعة، و حق المحبة، و حق التوقير و التعظيم و الصلاة عليه، وجاءت أحاديث حقوق النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ على لسان صاحبها، الذي أوتي جوامع الكلم؛ لذلك تجد فيها الكثير من الأساليب البلاغية الرائعة، و الدقائق التعبيرية الرائقة، مما يجعل دراستها إثراء للدرس البلاغي؛ لذلك اتبعت الدراسة المنهج التحليلي؛ للكشف عن الأساليب البلاغية، و تحليل النص النبوي و بيان جماله و أسراره و بثه في المجتمع؛ لتعريف الأمة بحقوق نبيها ـ r ـ عليها؛ فكانت هذه النتائج: جاءت هذه الحقوق في صياغة بلاغية تناسب بلاغة قائلها ـ صلى الله عليه و سلم ـ فتجد أبلغ الأساليب التي من خلالها يفطن السامع إلى أهمية الأمر؛ حيث يعبر النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ بأسلوب التوشيع ليشوق المخاطبين للوصول لحلاوة الإيمان التي تتحقق بمحبته ـ صلى الله عليه و سلم ـ، كما كان للإيجاز بالحذف دورا بارزا في إظهار تلك الحقوق؛ لتعرف و تحفظ و يتم تطبيقها.

و استعمل النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ أسلوب القصر بأنواعه المختلفة، و كان طريق النفي و الاستثناء هو أجدر الطرق؛ لإثبات تلك الحقوق، و حمل النفوس على الإقرار بها، و يستفهم النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ بصيغة (ما بال) التي تعكس تعجبه و إنكاره على الذين تشددوا في الدين وتركوا الأخذ بالرخصة، كما كان الأسلوب القصصي، و الحوار و السؤال، و جواب النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ بالأسلوب الحكيم، الأساس في بيان ثواب محبته ـ صلى الله عليه و سلم ـ، كما استخدم صورة المثل؛ ليوضح حرصه ـ صلى الله عليه و سلم ـ على هداية قومه، و أتي بالتشبيه ليوضح كيفية الصلاة عليه.

و الاستعارة المكنية و التبعية؛ لبيان وجوب محبته ـ صلى الله عليه و سلم ـ، و استعمل الكناية في تصوير سرعة نجاة الطائعين، و تصوير إعراض المكذبين، و بالمحسن البديعي المقابلة، و الجمع مع التقسيم؛ بين أقسام الناس في قبول دعوته ـ صلى الله عليه و سلمـ.