إقطاع الضمان في مصر الفاطمية (القبالة)‎ (358-567 ه 968-1171 م)‎

الملخص AR

تعنى كلمة الضمين: -الكفيل، و جمعه ضمناء، وقد ضمنت الشئ وضمنت به ضمنــــا وضمانا وضمنته إياه، وضمنت الشئ أودعته إياه وقد تضمنه (1)، و القبالة: يقال: قبلتــك الضيعة؛أى ضمنتها لك، و التزمت بها و الاسم القبالة ـــ بفتح القاف ــ وهى الضمان(2)ذلك يكون الإثنين بمعنى و احد.

و يقصد بنظام القبالة"ضمان الخراج"تعهد شخص بجباية الضرائب عن الأرض الزراعية في قرية، أوعدة قرى أو كور، و يكون عادة لمدة سنة و احدة، و غالبا ما كان من العمال وذوى الجاه و السلطان، إلا أن بعض الضامنين قد عمدوا لتمديد عقودهم لأكثر من سنة، و يتم هذا العمل بطريقة المزايدة(3)يدفع القابل أو الضامن مقدار معين من المال عن كل جهه تضمنها كمقدم، ثم يجمع الضريبة طبقا لما إلتزم بها في المزايدة، فإن زادت فله(4)؛بمعنى أن له الفارق بين مايجـمـع و بين مايؤدى(1)وإن نقصت فعليه(2)أويسمح له بتسديد الضريبة على أقساط و يطلق على ماتأخر من مال الخراج بواقى(3)
و على الرغم من العيوب التى لحقت بنظام القبالة إلا أن الدولة الفاطمية استمرت بالعمل وفق هذا النظام حتى الشدة التى تعرضت لها مصر في خلافة المستنصر بالله، و التى عرفت في التاريخ بإسم الشدة المستنصرية، فقد اثرت هذه الشدة على كافة نواحى الحياة، و من ضمنها نظام الضمان، فقد تعرض هذا النظام إلى انقلاب كبير من حيث نوع المتقبلين، ومدة التقبيل أو الإلتزام، و أوجدت نظام جديد للجباية عرف بإسم نظام الإقطاع الأمر الذى تطور إلى الإقطاع العسكرى فيما بعد أيام الأيوبيين و المماليك؛فالشدة المستنصرية قضت على كثير من الناس بسبب الجوع و انتشار الأوبئة و الأمراض، و من ضمنهم الملاك و الفلاحين، فانسحب ذلك على عدد كبير منهم من هذه العملية المالية، و بدأ الأجناد و الأمراء وغيرهم من كبار الموظفين اصحاب الرواتب الثابتة يستأثرون على غيرهم في الدخول بهذه العملية، و الحصول على مساحات واسعة من الأراضى، و كان هذا بداية لنظام الإقطاع الذى سيظهر لاحقا في الدولة الفاطمية.