الأمن الإنساني في جمهورية جنوب أفريقيا : الأبعاد و التحديات

الملخص AR

يهدف هذا البحث إلى سبر الأغوار العميقة لشتى تهديدات الأمن الإنساني في جمهورية جنوب أفريقيا، في مناحي الحياة المختلفة، و سبل مواجهتها باعتبارها تحديات أثقلت كاهل حكومات جمهورية جنوب أفريقيا المتعاقبة من جهة، و حكومات، و شعوب دول الجوار في الجنوب الأفريقي من جهة أخرى، و تقود الاستقرار-بصفة خاصة-في الطرف الجنوبي من القارة.

استرشد الباحث بـ "منهج تحليل النظم –Theory Analysis System"، حيث تمثل تهديدات الأمن الإنساني في جنوب أفريقيا، مدخلات للنظام السياسي، أما المخرجات فتتمثل في القرارات، و السياسات اللازمة لتحقيق الأمن الإنساني في جنوب أفريقيا؛ بمواجهة هذه التهديدات، و هي نتاج عملية التحويل السياسي للمطالب إلى قرارات أو لوائح تنفيذية، في إطار النظام السياسي في جنوب أفريقيا، أما التغذية الراجعة، فتتمثل في مدى النجاحات، أو الإخفاقات في السياسات الحكومية، تجاه تحقيق الأمن الإنساني من عدمه و التي ستمثل مدخلات جديدة للنظام السياسي، و تنقسم الدراسة إلى: مقدمة، و مبحثين : الأول، بعنوان أبعاد الأمن الإنساني في جنوب أفريقيا، و الثاني، بعنوان تحديات الأمن الإنساني في جنوب أفريقيا، وخاتمة.

وخلص الباحث إلى نتائج، من أبرزها : - النجاح النسبي في تحقيق الأمن الإنساني في جنوب أفريقيا، على الصعيدين: النظري، والمؤسسي.

- الإخفاق الواضح في تحقيق الأمن الإنساني في جنوب أفريقيا على الصعيد التطبيقي، رغم تحقيق نجاحات جزئية، و شكلية على الصعيدين : السياسي، و الاقتصادي تبعا لمؤشر الناتج المحلي الإجمالي-في حين لم تحقق العدالة في توزيع الثروة بين الأقلية البيضاء، و باقي مكونات الشعب من الإثنيات الأخرى المتنوعة بما يشير إلى انعدام جلي للأمن الاجتماعي–و هذا الإخفاق يمثل أبرز تحديات الأمن الإنساني.

- ينبئ تردي أوضاع الأمن الإنساني في جنوب أفريقيا–نتيجة للإخفاق في مواجهة تحديات الأمن الإنساني–باندلاع ثورة تقوم بها الأغلبية الأفريقية في القريب المنظور، يساندها المهمشون من الإثنيات الأخرى، ضد الأقلية البيضاء التي تتمركز جل الثروات في أيديهم، و قد تصل حدة هذه الصراعات إلى حد القتل على الهوية، و بالتبعية سوف يخلق ذلك نوعا جديدا من "الأبرتهايد"، ضد الأقلية البيضاء.