اتفاقية السوق الحرة الثلاثية كنموذج للوصول للجماعة الاقتصادية الافريقية

الملخص AR

أكدت خطة عمل لاجوس منذ أكثر من ثلاثة عقود على التزام القادة السياسيين في منظمة الوحدة الأفريقية بتعزيز التكامل الاقتصادي في أفريقيا، و تسهيل إمكانية إنشاء الجماعة الاقتصادية الأفريقية، و التي تم استكمالها و التأكيد عليها من خلال معاهدة أبوجا التي بدا العمل بها منذ عام 1994، و التي تهدف إلى الوصول للاتحاد الاقتصادي و النقدي لأفريقيا بحلول عام 2028.

و تأتي مبادرة إنشاء السوق الحرة الأفريقية بين التجمعات الثلاث الكوميسا و السادك و تجمع شرق أفريقيا كخطوة في طريق تحقيق تلك الأهداف، وصولا إلى الجماعة الاقتصادية الأفريقية، و تضم منطقة التجارة الحرة الثلاثية للتكتلات الأفريقية 26 دولة بإجمالي عدد سكان يتجاوز 600 مليون نسمة و ناتج محلي إجمالي يقدر بنحو 1.3 تريليون دولار بنسبة 60% من إجمالي اقتصاد القارة، و هو ما يمثل فرصة كبيرة لتحقيق الأهداف المرجوة أمام الدول الأعضاء في التجمعات الثلاث بصفة عامة و مصر بصفة خاصة.

و من هنا تأتي أهمية دراسة التحديات و الأفاق أمام اتفاقية التجارة الحرة الثلاثية كنموذج يجب على الدول الأفريقية دراسته بعناية للوصول لهدف إقامة الجماعة الاقتصادية الأفريقية.

و تهدف هذه الورقة إلى تقديم شرح موجز عن تطور منطقة التجارة الحرة الثلاثية بين الكوميسا و السادك و مجموعة شرق أفريقيا، و تحديد الهدف من الاتفاقية، و كذلك دراسة حالة التكامل داخل التجمعات الاقتصادية الثلاث من خلال استخدام مقياس التكامل الإقليمي الأفريقي و هو مقياس يعطي تقييما لوضع التكامل الإقليمي في التجمعات الإقليمية الأفريقية المختلفة و هو بذلك وسيلة لتسليط الضوء على مناطق الضعف و القوة، بما يمكن من وضع تصورات ديناميكية للخطوات المطلوب لتحقيق التكامل الأفريقي.

و من ثم تعرض الورقة المزايا التي تحققها اتفاقية التجارة الحرة و المقترحات بشأن توسيع نطاق الاتفاقية.

من خلال ثلاث أقسام : يناقش القسم الأول مفهوم الاتفاقية و تطور مراحل إنجازها، بينما يعرض القسم الثاني حالة التكامل الإقليمي داخل التجمعات الثلاثة، و من ثم يقدم الجزء الثالث عرضا للمنافع المحتملة من إقامة منطقة التجارة الحرة الثلاثية، و تخلص الورقة بتقديم عدد من التوصيات التي من شأنها تعظيم تلك المنافع، و نجاح تطبيق الاتفاقية.