الضوابط المتعلقة باللاجئ المسلم و حكم تجنسه

الملخص AR

إن مصطلح اللاجئ من المصطلحات المعاصرة التي استخدمت في العصر الحديث، و الذي يطلق على من ترك بلده الأصلي لاجئا إلى بلاد أخرى لأسباب عدة مختلفة، و الذي يقابله في عصر صدر الإسلام أو الذي سبقه مصطلح المستجير، و المهاجر، و المستأمن.

لقد أتسع نطاق استعمال مصطلح اللاجئ و اللجوء و كثر تداولهما في عصرنا الراهن لاسيما خلال السنوات المنصرمة نتيجة لاتساع ظاهرة اللاجئين من البلدان الإسلامية و خاصة تلك التي تمر بأزمات سواء أكانت بسبب الحروب و النزاعات الداخلية، أو بسبب الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها و التي دفعت الكثير من مواطنيها إلى ترك بلدانهم الأصلية و اللجوء إلى بلدان أخرى بعضها إسلامية، و البعض الآخر و هو الغالب إلى بلدان غير إسلامية كأن تكون في أوربا أو استراليا أوغيرها من الدول الغربية طلبا للأمان أو لتحسين المستوى الاقتصادي و المعيشي، وهناك من يلجأ إليها طلبا للتنعم و الترفه، و بالنظر لأهمية هذه الموضوع الذي يمس بشكل مباشر حياة ووجود هؤلاء المسلمين في تلك البلدان، و لغرض معرفة مالهم و ما عليهم كان لابد من ذكر الأدلة التي بينت مشروعيته، و من ثم التعريف بالضوابط التي يجب أن يراعيها و يتحلى بها اللاجىء المسلم عند طلبه اللجوء، وماهي الامور التي أجاز الشرع التحاكم فيها إلى محاكمهم وتلك التي لم يجز فيها، و بما أن اللجوء قد يفضي مستقبلا إلى التجنس الاختياري غير الاضطراري بجنسية تلك البلدان التي لجأوا إليها، و بالنظر لما ينطوي على هذا الأمر من آثار و سلبيات خطيرة باعتبار أن الجنسية رابطة بين الشخص و الدولة و الذي بمقتضاه تلتزم الدولة بحماية الشخص في مجال العلاقات الدولية، بينما يخضع الفرد لسلطان الدولة باعتباره أحد رعاياها، و هذا يعني أن يترتب عليه تحمل كافة الاعباء و التكاليف التي يتحملها مواطني الدولة التي تجنس بجنسيتها كان لابد من بيان آراء العلماء فيه إذ ذهب معظمهم إلى اعتباره ردة، و من كبائر الذنوب، و حتى من أجازه فبشروط، لما ورد من أدلة كثيرة من الكتاب و السنة تنهى المسلمين عن اتخاذ غير المسلمين أولياء، و عن مساكنتهم، و العيش بين ظهرانيهم لأنهم لا عهد لهم و لا أمان، فضلا عن مظنة مشابهتهم في الأخلاق و الأفعال المذمومة، التي تورث نوعا من المودة و المحبة و الموالاة من الباطن، فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تورث المحبة و المولاة فكيف المشابهة في الأمور الدينية التي تؤدي إلى نشوء جيل من أبناء المسلمين قد تطبع بأطباعهم، و تخلق بأخلاقهم المنحرفة مما يؤدي بالتالي إلى ضياع الدين و الأخلاق، كما أنه يؤدي إلى موالاة المسلم لغير المسلمين سياسيا و اجتماعيا و فكريا و اخلاقيا.