ملامح الخطاب الديني في الصحافة العامة المصرية و علاقته بأوربا (ما بين عامي 1882-1914 م)‎ : جريدة الأهرام انموذجا

الملخص AR

تميزت جريدة الأهرام بالاستقلالية في عملها على صعيد الادارة و التمويل فضلا عن تعيين الملاكات و الكوادر الصحفية، وعدت الاكثر نشاطا و تمثيلا للحركة الوطنية بعد إغلاق الاحتلال البريطاني لوسائل الاعلام العاملة آنذاك، و تحديدا الصحف الوطنية، فضلا عن عدم انتمائها لحزب سياسي على حساب آخر خلال المدة (1882 – 1914).

شخص الباحث إشكالية الدراسة بوجود غموض و منطقة ضبابية تكتنف ملامح الخطاب الديني و قضية العلاقة مع أوربا في الصحف المصرية و تحديدا جريدة الإهرام للحقبة من (1882 – 1914) و ضرورة تحديد متطلبات علمية لفك رموز ذلك الغموض ووضع التفسير الأمثل له لبيان حقيقة و اتجاهات الخطاب الصحفي لـ"الإهرام"، و يتصف البحث بانتمائه إلى حقل البحوث التاريخية (تاريخ الصحافة).

و من أبرز النتائج التي خلص إليها الباحث في دراسته فيمكن إدراجها على وفق الاتي اتسم الخطاب الديني حول العلاقة باوربا بالطابع الدفاعي؛ إذ توزعت الطروحات التي عرضتها جريدة الأهرام في خطابها الديني حول هذه القضية بين الرد على محاولات الغرب تشويه صورة الإسلام و المسلمين، و كشف مطامعه في العالم الإسلامي من ناحية و بيان كيفية التعامل مع نموذجه الحضاري (الغرب المعلم) من ناحية أخرى.

حرصت الجريدة على تفنيد اتهام الغرب للمسلمين بالتعصب كونه أبرز مظاهر تشويه صورة الإسلام و المسلمين، و أوضحت أن هذا الاتهام باطل، وأن الغرب يقصد من ورائه تحقيق أغراض سياسية من أبرزها منع الرأي العام الأوربي من التعاطف مع قضايا المسلمين، و تبرير القسوة التي يتبعها الاحتلال البريطاني ضد الشعوب الإسلامية الخاضعة له.