العلاقات الصينية-الأفريقية من منظور أمن الطاقة

الملخص AR

في إطار ما تشهده الصين من نمو سريع و توسع اقتصادي، و سعيها نحو بناء نظام أمنى قوي، يتزايد طلبها-الصين-على النفط و سعيها نحو ضمان أمن الطاقة لها.

فبالنسبة لبلد يزداد استهلاكه من النفط سنويا، يصبح أمر تأمين إمدادات الطاقة المستدامة و بأسعار معقولة أمر حتمي، خاصة و أن سياسة الصين حول الاعتماد على الذات فيما يتعلق بأمن الطاقة لم تعد ممكنة.

تضع هذه الدراسة فرضية أساسية مفادها، أن اهتمام الصين المتزايد بالقارة الأفريقية إنما يرجع إلى سعي الصين نحو تحقيق هدف تأمين إمدادات الطاقة من مصادر موثوقة و آمنة و بدون انقطاع، خاصة في إطار إدراك الصين لعدم أمان مصادر الطاقة التقليدية بالنسبة لها.

فبالنسبة لدولة تأمل في تحقيق تقدم اقتصادي أكبر و تسعى لتأمين أقصى قدر من النمو الاقتصادي لشعبها، يصبح أمر تأمين إمدادات الطاقة أمر بالغ الأهمية، خاصة في ظل تزايد تعقد وصعوبة استمرار اعتمادها-الصين-على النفط في بلدان مثل روسيا و منطقه غرب آسيا.

فبالنسبة لمنطقة غرب آسيا و الشرق الأوسط-بالإضافة للمشكلات و القضايا السياسية -نجد سيطرة و هيمنة الولايات المتحدة على أنظمة الحكم في هذه المنطقة.

أما بالنسبة لإمدادات النفط من روسيا، فإن الصين تنظر إليها بأنها منطقة لا يمكن الاعتماد عليها في المستقبل البعيد.

لذلك فقد لوحظ تحول الصين إلى دعم مزيد من علاقات التعاون والتواجد بقوة مع إفريقيا، خاصة في الدول المنتجة للنفط مثل: أنجولا و السودان-بشقيه الشمالي و الجنوبي-على أمل موازنة الخطر الأمني و التهديد الذي تواجهه في مجال أمن الطاقة.