تطوير مناهج الفيزياء بالمرحلة الثانوية في ضوء تطبيقات الفيزياء الحيوية و فعاليتها في تنمية التفكير العلمي و اتجاهات الطلاب نحوها

الملخص AR

الإحساس بالمشكلة.

إن المجتمعات المتطورة هي في الحقيقة مجتمعات لديها تعليم متطور و مناهج متطورة تبحث دائما علي كل جديد و تعمل علي مواكبته بصورة مستمرة، و المجتمعات المتأخرة هي في الحقيقة لديها تعليم متأخر و مناهج متأخرة لا تواكب العصر و تطوراته المختلفة، و لا جدال في أن مصير أي دولة يتوقف علي مدي اهتمامها بالتعليم و بناء مناهج تبني جيلا و اعيا مثقفا قادرا علي التعامل مع هذا التطور السريع و الهائل.

و إن ظهور اتجاهات حديثة في التعليم أدى إلى تطوير المناهج الدراسية، فالتربية كما يؤكد حلمي الوكيل ومحمد المفتي( 2011، 331) شاءت أو لم تشأ تجد نفسها فـي دوامة التغيير؛ لأنها نشأت من أجل خدمة المجتمع لحل مشاكله و المساهـمة في تحقيق أهدافه و العمل أيضا على نمو الفرد النمو الشامل المتكامل و لا يمكن أن يتحقق هذا التغيير للمجتمع و الفرد و التربية ساكنة.

و هذا ما أكد عليه Anderson (2012، 105)حيث يرى التقدم العلمي و التكنولوجي الحالي فرض على العملية التعليمية ضرورة مسايرة هذا الواقع و التفاعل الإيجابي معه، وذلك من خلال تطوير مناهجها الدراسية.

كما يرى Smith (2010، 211) أن مناهج العلوم في حاجة لمحتوى علمي حديث و متطور يواكب التطورات و التغيرات العلمية و التكنولوجية المعاصرة.

و لكي تتم عملية تطوير المنهج لابد من تقويمه أولا؛ لتحديد نقاط الضعف أو نقاط القصور في المنهج المراد تطويره و القيام بدراسات علمية مستفيضة لمحاولة التخلص من أوجه الضعف، و تلافي القصور على أساس علمي، و الأخذ بالاتجاهات العالمية في عملية التطوير فادية يوسف( 2018، 39).

و نتيجة لضعف مواكبة مناهج الفيزياء للمستحدثات الفيزيائية و منها الفيزياء الحيوية و افتقاره للتطبيقات المرتبطة بها، وقد نشأ حاجز نفسي عند العديد من الطلاب تجاه هذه المادة فيتوهمون أنهم لا يستطيعون فهمها و لا استيعابها، بل قد يرى كثيرا منهم أنها مجرد طلاسم و ألغاز تتسم بالصعوبة و الغموض و الجفاف؛ مما يؤدي إلي نفور الطلاب عن دراستها.

و بخاصة في المرحلة الثانوية و الجامعية حيث تتناقص أعداد الطلاب الدارسين للمقررات العلمية و خاصة الفيزياء عاما بعد آخر إيهاب مختار(2014، 2).