رحلة إبداع جماليات المصحف حتى العصر المملوكي

الملخص AR

يلقى البحث الضوء على فن زخرفة المصاحف، الذي هو من الموضوعات المهمة في الحضارة الإسلامية؛ إذ يتعلق موضوعه بالقرآن الكريم، مدار حياة المسلمين.

و كانت البداية عندما أمر الخليفة أبو بكر بجمع المصحف- لأن كثيرا من حفظة القرآن استشهدوا في حروب الردة، فخاف أن يضيع القرآن- فكتبوه على الرق لطول بقائه، ثم جاء الخليفة عثمان بن عفان و أمر بنسخ المصاحف وتوزيعها على الأمصار التي دخل كثير من أهلها في الإسلام، ثم دعاهم اختلاف اللهجات إلى تشكيل الحروف لتقرأ قراءة صحيحة، فضبطوها بلون مخالف للون النص القرآنى و أحيانا بلون المداد نفسه.

و كانت تلك نقطة انطلاق مهمة في تاريخ المصحف الشريف؛ إذ أخذ النساخ و الخطاطون بعدها في ابتكار الخطوط التي كتبت بها المصاحف حتى عصر ابن البواب، الذي كان الانطلاقة الثانية في زخرفة المصحف الشريف، سواء من حيث نوع الخط أم زخارف الآيات و السور و الأحزاب و الأجزاء.

و كذلك تنوعت أشكال المصاحف، ما بين المربع و المستطيل، و العمودى الذي شاع في العصر المملوكي، حتى وصلت زخارف المصاحف في ذلك العصر إلى قمة الإبداع.

ولم تقتصر الزخرفة على داخل المصحف، بل امتدت أيضا إلى دفتيه، فجاءت الزخارف عليهما قمة في الإتقان و الإبداع.