مفهوما الصيحة و النداء في القرآن الكريم

الملخص AR

الحمد لله الذي أنزل الكتاب ليكون سراجا منيرا، و أرسل رسوله ليكون داعيا و مبشرا و نذيرا، و الصلاة و السلام على الرسول الأمين، صاحب الوحي و المخصوص بالتأييد، و على آله ذوي الرأي السديد، الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

أمــــا بعـــد: فإن كتاب الله تعالى كان ولم يزل يحوي بين دفتيه كنوزا عظيمة، و أسرارا جليلة، و هو كما وصفه أمير المؤمنين علي - عليه السلام -: (ظاهره أنيق، وباطنه عميق، لا تفنى عجائبه، و لا تنقضي غرائبه، و لا تكشف الظلمات إلا به)(1).

و كتاب الله سبحانه خير ما استمسك به المتمسكون، و أسمى ما تدارسه الأولون و الآخرون، فمن سلك سبيله فقــد نهج النهج القويم، و سار على الصراط المستقيم، و لذا فقد وجدتني مشدودا إليه، مقبلا عليه، انتهالا من خيره الوافي، و استقاء من نبعه الصافي، و التماسا للحكم و الأسرار من كنائنه و مستودعاته التي لا تنقضي.

ولما كان التفكر بآي الكتاب العزيز سببا لنيل مرضاته سبحانه و التقرب منه جل في علاه، فقد شددت رحالي وتوكلت على الله في هذا السفر لسبر أغوار موضوع (الصيحة و النداء) في كتاب الله تعالى، و الذي جاء مقسما على ثلاثة مباحث و خاتمة بنتائج البحث المذكورة على النحو الآتي: المبحث الأول: الصيحة و النداء بالمعنى اللغوي و الاصطلاحي المبحث الثاني: مواضع الصيحة و النداء في آي القرآن الكريم المبحث الثالث: الدلالات التفسيرية للصيحة و النداء في الآي المبارك