مقاصد القرآن و فاعلية دورها في ترسيخ مفهوم العبادة و الأخلاق في ضوء التفسير القرآني : رسائل النور أنموذجا

الملخص AR

من البديهي أن يحمل علماء الأمة الإسلامية همومها، و يحاولوا النهوض بأبنائها، و معالجة مشاكلها و تنقية ماء نبع الإسلام من الشوائب والأدران التي علقت به، و ذلك عن طريق بث أخلاقيات القرآن و نشر تعاليم السنة المطهرة بين صفوف أبناء الأمة، و كان من بين هؤلاء العلماء الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي الذي جعل التربية الإيمانية وسيلة العروج الى الإنسانية الحقة من خلال رباط العبودية لله تعالى، و ثبت عند النورسي أن أساس هذا الطريق بما ورد في القرآن الكريم من مقاصد و حكم وهي حقيقة مبثوثة في كل مؤلفاته ؛ إذ لا تكاد تخلو صفحة من الدلالة عليها عبارة و أشارة، حيث سلك النورسي فيها بخطابه لتربية الإنسان و تهذيب سلوكه أساليب شتى و طرائق مختلفة استوحاها بشكل أو بآخر من القرآن، و هدفنا من البحث ماهدف إليه الأستاذ النورسي من إيقاظ التفاعل الإيماني و الأخلاقي و السلوكي من مقام العبودية المبين في القرآن الكريم مقاصديا و هدفا لدى أبناء الأمة الإسلامية ؛ للعيش بذلك في ظل حياة يسودها السلام و الوئام والاطمئنان.

و قد تم تقسيم البحث على تمهيد و مبحثين أوردنا في التمهيد ما يبين و لو بشكل مختصر التعريف بحياة النورسي و ما يتعلق برسائل النور، و ذكرنا في المبحث الأول ما يؤصل و لو بشكل موجز ما لمقاصد القرآن عند بعض علماء أمتنا من دور بارز في ترسيخ معنى العبودية و الأخلاق في نفوس أبناء الأمة، و أما المبحث الثاني فقد بينا فيه مقاصد القرآن في ضوء بعض تفسيرات النورسي و دورها في ترسيخ حقائق الإيمان و السلوكيات الأخلاقية الحقة الموصلة إلى معنى العبودية المرجوة و المعبر عن حقيقتها في القرآن الكريم.

و الله تعالى نسأل أن يوفقنا لما فيه خير العباد و يهدينا سبيل الرشاد و يؤمن خوفنا يوم المعاد إنه كريم رحيم جواد، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و صلى الله تعالى على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .