الموقف النظري في علم السكان : بين النماذج و النظريات

الملخص AR

وفي مجال الديموجرافيا جاء موضوع النماذج و النظريات ودورها في تطوير فهم حقيقي للسلوك الإنساني بعامة ومدي ملاءمة النظرية الاجتماعية بالنسبة للديموجرافيا بخاصة، و قدمت الدراسة عرضا تحليليا لأهم ملامح و مكونات النظرية السكانية من خلال تسليط الضوء علي الملامح الحالية، و ما يجب أن تكون عليه النظرية السكانية كاستجابة لما تعرضت له من انتقادات من جانب علماء الاجتماع أو الديموجرافيا على حد سواء.

كما قدمت الدراسة نقدا تحليليا للمكونات الأساسية للنظرية السكانية حتى لا تكون الديموجرافيا مجرد تطبيقات رياضية و إحصائية على البيانات السكانية، أو مجرد فرع للإحصاء التطبيقي.

و انتهت الدراسة إلى أن الديموجرافيا لا تزال تبحث لها عن نظرية، أو أنها تحاول أن تقدم ما لديها من قديم بأسلوب جديد علي أقل تقدير.

إذا كانت الديموجرافيا بحاجة الى أسس (مبادئ) نظرية فإنها لا تحتاج النظرية كهدف في حد ذاته، كما أنها ليست بحاجة الى نظريات متعمقة لتوفير إحصائيات عن الأحداث والوقائع التى تشكل جوهر التخصص و تكون مهمتها تصنيف السكان و التغيرات السكانية، على الأقل إنها ليست بحاجة الى الكثير من النظرية السلوكية في هذا الشأن، إلا أنها بحاجة فعلية الى خلفيات نظرية – سلوكية - لكى تضع الظواهر الديموجرافية و التغير الديموجرافي داخل المنظور الذى يتيح لهم تفسيرا كافيا و ملائما، مثل هذه الخلفيات لا مفر منها من أجل الإجابة عن التساؤل الأكثر أولوية و الأكثر إلحاحا من جانب البحث العلمى: لماذا؟ ، رغم أن الديموجرافيا تتوافر لها تلك الخلفيات النظرية، إلا أنها ليست ملائمة بما فيه الكفاية للحصول على إجابة مرضية (مقنعة) عن ذلك التساؤل الجوهرى.