التعسف في استعمال الحق في تسوية المنازعات الدولية بما دون الحرب من ضغوط

الملخص AR

تسوية المنازاعات الدولية بما دون الحرب من ضغوط تمثل أهمية بالغة في حياة الشعوب اليوم و القانون الدولى بصفة عامة، لما له من فداحة و خطورة على الدول المستهدفة و شعوبها إن لم يطبق بقواعد العدالة و طبق بالظلم و بقصد إبادة الشعوب، فقد كان لزاما علينا أن نتعرض لهذه المنازعات الدولية ذات الطابع السلمى، و كذلك طرق تسويتها سلميا من خلال المفاوضات أو المساعى الحميدة أو الوساطة أو وسائل مختلطة كالتحقيق والتوفيق أو وسائل قضائية كالقضاء الدولى و التحكيم، و عندما لا يجدى ما سبق نفعا في حل النزاع سلميا، فإن الأصل أن صاحب الحق قد يلجأ إلى القيام بضغوط يمارسها على الطرف الآخر لإجباره على الإنصياع للحل السلمى، وذلك من خلال ما يسمى بما دون الحرب من ضغوط.

وأن تلك الدراسة تخضع لأكثر من أسلوب، و لن تنحصر في أسلوب بذاته، فلابد بداية من استخدام المنهج الوصفي للوقوف على المشكلة محل الدراسة وهى مشاكل التعسف في استعمال الحقوق، بما يستتبع ضرورة جمع البيانات الضرورية الأولية بتلك المشكلة و تطورها و النظريات القانونية بشأنها.

ثم يأتى من بعده دور المنهج التحليلى التطبيقى، وذلك لتحليل النصوص القانونية و القواعد و المبادئ المنظمة لمسألة التعسف في استعمال الحق في تسوية المنازاعات الدولية بما دون الحرب من ضغوط، ثم محاولة إيجاد حلول مناسبة لتلك المشكلة.

و من خلال ذلك تبين أن مبدأ عدم التعسف في إستعمال الحق و إن كان ينطلق عن أرضية القانون الخاص، إلا أن له صدى كبيرا في إطار القانون الدولى العام.

بالإضافة إلي أن وسائل ما دون الحرب من ضغوط و إن كانت إحدى الوسائل السلمية لحل المنازعات الدولية إلا أن ضررها قد يفوق الحروب المسلحة.

و بالرغم من ذلك فأن بعض الدول الكبرى تستعرض قوتها على الدول الضعيفة بطريقة تتجاوز الهدف المنشود من ضغوط مادون الحرب.