أمراض سلاطين المماليك و آثارها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية (658-923 ه 1260-1517)‎

الملخص AR

مثلت الأمراض التي تعرض لها سلاطين دولة المماليك حدثا مهما دفع المصادر المعاصرة إلى الحديث عنها باستفاضة من حيث: أنواعها، و أسبابها، و أوقات إصابة السلاطين بها، و شفائهم منها، و طرق علاجهم، إلى غير ذلك من تفاصيل، فضلا عما كانت تعكسه الحالة المرضية للسلطان من آثار على الجوانب السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية في الدولة.

سوف تعالج هذه الدراسة موضوع الأمراض التي أصيب بها سلاطين دولة المماليك من حيث أنواعها، و مسبباتها، و طرق علاجها، و أثارها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، وذلك على اعتبار أن المدد الزمنية التي مرض فيها سلاطين المماليك كانت فترات حرجة و استثنائية في تاريخ هذه الدولة، و انعكس أثرها على الجوانب السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية.

وقد اطلع الباحث على دراستين تعرضتا للحديث عن الأمراض في دولة المماليك، الأولى دراسة بلقاسم الطبابي الموسومة بــ "الموت بمصر و الشام في العهد المملوكي⁾، و الثانية دراسة علاء الدين عبدالعزيز أبوالحسن في بحثه الموسوم بــ "الأمراض و أثرها السياسي في عصر سلاطين المماليك البحرية⁾، و على الرغم من أن هاتين الدراستين تعرضتا للأمراض بأنواعها المختلفة في عهد الدولة المملوكية، إلا أنهما لم يوليا اهتماما كافيا لأمراض السلاطين و آثارها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، و لذا رأى الباحث أن في استطاعته إضافة جديد يمكن أن يكمل النقص في هذا الجانب.