تفسير القنوت للشيخ العارف بالله نور الدين عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الجامي (ت 898 ه)‎

الملخص AR

الحمد لله حمدا يكون لرضائه كفيلا، و للفوز بلقائه منيلا، سبحانه من إله أسدى جميلا، و أعطى جزيلا، و أوضح لمعالم الإسلام سبيلا، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله شهادة تشفي من ظمأ القلوب غليلا، صلى الله و سلم عليه و على آله و أصحابه، صلاة ترضيك و ترضيه و ترضى بها عنا، و تدخلنا بها يوم القيامة ظلا ظليلا.

و بعد: فإن من أفضل الأعمال التي يوفق لها المسلم هو طلب العلوم الشرعية، و نشرها، و تحقيقها؛ لإيصالها للأجيال على أنقى، و أصفي صورة، و بأسلوب مميز، و من ذلك علم الحديث الذي لا يخفي على كل ذي لب أنه من العلوم التي يجب على طالب العلم أن يفقهها، و يتعلمها، و يخوض في ميادينها، مستمدا مما ذكره فحول المحدثين من العلماء الأجلاء الذين صنفوا في هذا الميدان مما يبعث في القلب أنواره، و يبث فيه روحه، و حياته، و كان من هؤلاء العلماء الشيخ العلامة عبد الرحمن الجامي، في رسالته المسماة: (تفسير القنوت)، و هو من المؤلفات التي ينبغي لكل من سلك مضمار علوم الحديث أن يجول فيه بناظره، و يتمعن بمفرداته؛ فلذلك أحببت تحقيق هذه الرسالة، و إخراجها بصورة لائقة، راجيا من الله –سبحانه و تعالى- أن يحيي قلوبنا بذكره، و شكره، و حسن عبادته.