أثر التنافسية بين الأمراء و السلاطين على عمارة الجامع الأزهر في العصر المملوكي

الملخص AR

شيد الجامع الأزهر منذ البداية ليكون موطنا للفقه الشيعي و شعائره أيام الدولة الفاطمية، فظل زهاء قرنين يتمتع بالرعاية الرسمية كمسجد الدولة وصفته الجامعية كمعهد للقراءة و الدرس، فلما انهارت دعائم الدولة الفاطمية إبان عهد الخليفة العاضد لدين الله–آخر الخلفاء الفاطميين–و تولى صلاح الدين الأيوبي وزارة العاضد عمد إلى إزالة شعائر الدولة الفاطمية و كل رسومها و آثارها المذهبية كما أبطل صلاح الدين إقامة الجمعة بالجامع الأزهر، و لبثت إقامة الجمعة معطلة بالجامع الأزهر نحو مائة عام و أضحى الأزهر في طي النسيان منذ سنة 565ه ـ/ 1169 م حتى سنة 665هـ / 1266 م.

فلم يلق الأزهر الاعتناء و الاهتمام إلا في عصر الدولة المملوكية بشقيها البحري و الجركسى حيث تبارى الأمراء و السلاطين و تنافسوا فيما بينهم على الاهتمام بتجديد عمارة الجامع الأزهر.

و يهدف هذا البحث إلى دراسة أثر التنافسية بين أمراء الدولة المملوكية و سلاطينها على عمارة الجامع الأزهر، كما يلقى الضوء على الوحدات المعمارية التي أضيفت للجامع الأزهر كأحد مظاهر التنافسية.

و قد اتبع في إعداد هذا البحث أسلوب الملاحظة و التحليل و المقارنة، فكان السبق للأمراء في هذه التنافسية عن السلاطين و انعكس ذلك بالازدهار على عمارة الجامع الأزهر إذ لوحظ أنهم أعادوا الحياة مرة أخرى للجامع الأزهر من خلال إضافاتهم و اعتنائهم بتجديد عمارة الجامع كأحد وجوه البر، و فعل الخير، و نيل الثواب ؛ فأعيد للأزهر رونقه و عظمته كما كان في القدم.

و لم يقف سلاطين مصر المملوكية مكتوفي الأيدي أمام علو همة الأمراء في رعايتهم لهذا الجامع، بل نالتهم يد الغيرة البناءة الحسنة، فأضافوا إلى الأزهر و تنافسوا فيما بينهم محاكين هؤلاء الأمراء، و خلفوا سجلا حافلا من الوحدات المعمارية مازال يحكى عظمتهم و يعكس لنا علو همتهم.