التنمر الإلكتروني بين حرية التعبير والتشكيل القيمي

الملخص AR

بظهور الإنترنت في بداية أواخر القرن الماضي، ظهرت وبشكل سريع طرق جديدة في اقتراف الجرائم الكلاسيكية.

حيث عزز ظهور الجيل الثاني الويب 0.2 من إحداث تغييرات في العديد من أوجه الحياة، وأفرزت سلوكيات إجرامية بشكل غير مسبوق وخطير، بل عملت على خلخلة بني تقليدية وأعادت تشكيلها.

وهيأت السبيل ليطفو الشكل الجديد للتنمر عبر المجال الافتراضي، الذي رغم أنها ليست ظاهرة حديثة على المجتمع الإنساني، وإنما ممارسته عبر وسائط الاتصال الحديثة زاد من استفحاله بشكل أكبر وأكثر خطورة ما دفعنا للتساؤل عن كيفية إسهام شبكات التواصل الاجتماعي في انتشار الظاهرة التنمر الإلكتروني وتفاقمها، معتمدين في معالجتنا للظاهرة المطروحة على المنهج الوصفي، وعلى ما تم رصده نتائج بعض الدراسات التي حاولت فهم الوسائط الجديدة للاتصال وإعادة النظر في أبعادها وتأثيراتها الاجتماعية، كما حاولنا إبراز تلك الدعائم والميزات الكامنة وراء قوة الوسائط الجديدة للاتصال، بغية فتح المجال للبحث والتقصي عن المخاطر الناتجة عن سوء استخدام هذه التكنولوجية، وما تشكله من تهديد للفرد ولقيم المجتمع وتماسكه.

وكذا التأكيد على تلك المساعي الدولية والمحلية التي تشدد على ضرورة تعزيز الوعي، والدعوة لإشراك كل الأطراف الفاعلة من تلاميذ، وأولياء، ومواطنين وكذا كافة الأوساط المعنية بالتربية والتعليم، دون إغفال دور وسائل الإعلام للتصدي لهذه الظاهرة كونها جريمة في حق ليس في حق الفرد فحسب، بل في حق الإنسانية كافة.