محاربة الاستعمار في أعمال الكاتب الجزائري كاتب ياسين

الملخص AR

(كاتب ياسين ضمن أبرز الكاب الجزائريين و أهمهم صيتا و مكانة أدبية، عاش حياة ضنكة و عاني التشرد في المنافي و المعتقلات.

ولد كاتب ياسين يوم السادس من أوت سنة ١٩٢٩ بأحد أحياء مدينة قسنطينة شرق الجزائر، نذر جهده و إبداعه للنضال الوطني و مناهضة الاستعمار و قوى الظلم و قهر الشعوب ..

تفجرت قريحة كاتب ياسين و هو لم يتجاوز سن السادسة عشر عن أول ديوان شعري له، و كان ذلك سنة ١٩٤٧، أجبرته الظروف الاجتماعية القاسية بعدها على الهجرة إلى فرنسا و استقر في باريس ليلتقي هناك بشخصيات جزائرية ثقافية و نضالية لم تقعدها ظروف المهجر عن تنظيم جلسات أدبية و فكرية و مناقشة القضايا الوطنية.

في تلك الأثناء كانت رائعته نجمة تتلألأ في وجدانه و ما لبث أن عاد كاتب ياسين إلى الجزائر ليضع هذه الرواية التحفة التي اعتبرها النقاد قصيدة حب و عشق جارف للجزائر و لشعبها الرازح تحت نير المستعمر الغاشم.) كاتب ياسين، مبدع أدمن النضال و التجديد، فلمع اسمه في سماء الأدب الجزائري، و ألهم أجيالا من الكتاب.

ولج كاتب ياسين عالم الصحافة سنة ١٩٤٨، و اتخذ من جريدة الجمهورية التي أسسها صديقه الكاتب الشهير "ألبير كامو" منبرا لنشر مقالات الثورية الفاضحة لفظائع الاحتلال الفرنسي، و الداعية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية و رفض الوجود الاستعماري، لم يكتف بنشاطه الصحفي فانضم إلى الحزب الشيوعي الجزائري و سافر إلى الاتحاد السوفيائي، ثم إلى فرنسا عام ١٩٤٥ ليعرف الرأي العام بقضية بلده و ما يكابده شعبه من انتهاك حريات، فاتخذ من قلمه سلاحا لمحاربة الاستعمار و تقويض مشروع "الجزائر فرنسية"، فكان لكتاباته أبلغ الأثر في إذكاء روح الثورة و زرع الحماس في نفوس أبناء شعبه التواقين للعدالة و الحرية.

فهو الكاتب الثائر صاحب الكلمة الصادقة و النظرة الثاقبة، و المبدع الجزائري الوحيد في نظر الكثير من النقاد منهم حسن تليلاني الذي "فضح فرنسا الاستعمارية و عبر بقوة عن "القتل الرمزي" الذي مارسه الاستعمار في حق الجزائريين، و هو أشد و أنكي من : "القتل الحقيقي" المادي.

و لم يغفل كاتب ياسين في كتاباته التطرق بعمق للقتل المعنوي "للهوية" الجزائرية.

و يرى نفس الناقد أن قضية التصدي لتشويه الاستعمار الفرنسي للهوية الجزائرية، كانت هاجسا مركزيا في أغلب كتاباته منها "النجمة"، "الجثة المطوقة"، الأجداد يزدادون ضراوة.