الثقافة الإلكترونية و دورها في التأثير على أدب الطفل : مقاربة سوسيولوجية للمحاسن و المساوئ

الملخص AR

أضحت المحتويات الإعلامية الافتراضية واقعا اجتماعيا لا مفر منه تؤثر و تحيط في و بكل مناحي الحياة البشرية و أصبحت المجتمعات الإنسانية تتفاعل معها في كل لحظة من حياتها.

فأشكال التعبير الاجتماعي في الوقت الحالي تمر في جزء كبير منها عبر الفضاءات الافتراضية، حيث نستطيع أن نقول من دون مبالغة إنها لم تعد افتراضية إلا بالعبارة فقط، بل أصبحت حاملة لأفعال و ممارسات و أشكال تعبير و تمثلات الفاعلين في جانبها الواقعي مما يدفع بنا إلى القول إن المسافة بين ما هو افتراضي وواقعي أصبحت هشة كثيرا.

و من بين أشكال التعبير الاجتماعي الذي دخل أيضا الفضاء الافتراضي، نجد الإنتاج و الإبداع الثقافيين الذي يحتل ضمنهما أدب الطفل و الناشئة حيزا هاما.

فهذا النوع الأدبي الهام يحتل أيضا الفضاء الافتراضي سعيا منه لبلوغ مستويات تأثير أوسع.

و من بين أهم ما توصلت إليه دراستنا هذه هو الاقتحام الكبير.

.

.

.

من حياة الأفراد.

هذا من جهة، و من جهة أخرى فإن هذه الدراسة بينت من وجهة نظر المقاربة السوسيولوجية أن أدب الأطفال أصبح متواجدا وله وضوح على مستوى الوسائط الإلكترونية، مما سيؤدي إلى إعادة هيكلة طبيعة العلاقات مع هذا النوع الأدبي، تتجلى أساسا في أشكال الوعي الأدبي التي يحملها الأطفال.

و أهم نتيجة توصلنا إليها من خلال هذه المساهمة هو أن ظاهرة القراءة لدى الأطفال لم تعرف نهاية و لا زوالا مثلما توقع لها الكثير من أولئك الذين رأوا في هيمنة الثقافة الإلكترونية بمثابة وسيلة للقضاء على الوسائط التقليدية، بل أن أدب الطفل رفع التحدي، و قدم المادة الأدبية في الدعامة الإلكترونية التي تفاعل معها هؤلاء الأطفال و أولياؤهم بشكل إيجابي من خلال الإقبال عليها من دون أي مخاوف أو انكسارات.