نحو بناء استراتيجية تربوية لتنمية المنظومة القيمية و النسق الأخلاقي في التعليم الجامعي في ضوء إدارة الجودة الشاملة

الملخص AR

يكمن الهدف من هذه الورقة البحثية في وضع إستراتيجية تربوية تهتم بتنمية المنظومة القيمية و النسق الأخلاقي في ميدان التربية و التعليم على وجه العموم وفي ميدان التعليم الجامعي على وجه خاص، و هذا باعتبار أن العناية بالأساس القيمي و الأخلاقي (Moral and value Systems)، أكبر محفز سلوكي و معنوي في النهوض بالعملية التعليمية.

و تستند هذه العملية من خلال إبراز مقومات البعد الفلسفي للنظام السائد في المجتمع و أهم عامل يرتكز عليه المجتمع في عملية بناء النسق القيمي و الأخلاقي نجد البعد الديني المستمد من الكتاب العزيز و السنة النبوية الشريفة، ثم المنظومة التشريعية و القانونية المنظمة لكل مجال حسب نوع التخصص و درجة الأهمية التي تمثلها المؤسسة، ولما كان و لا يزال الجانب التعليمي و الأكاديمي يعتبر حجر الزاوية و جوهر البناء الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي للمجتمعات، كان الضرورة الملحة للعناية به محل اهتمام واسع من طرف كل العاملين في الحقل التربوي و التعليمي كما تبدو أهمية النسق القيمي و الأخلاقي للفرد و المجتمع في مجال التعليم العالي و البحث العلمي العمل في المساهمة على إبراز المهارات الإبداعية و تطوير القدرات التعليمية، وهنا تبرز ثقافة الجودة الشاملة بما تحمله من معايير و أسس تعمل على الارتقاء بهذه القيم الأخلاقية من خلال تشجيع التنافس الشريف، و التنظيم المحكم، و الإنتاج العلمي ذو الجودة العالية، و الاهتمام بأخلاقيات الباحث و الأمانة العلمية، و تحفيز الكوادر العلمية المبدعة، و حسن التدبير في اختيار الكفاءات العلمية، إدارة المنظومة التعليمية بكل هيئاتها و منظماتها المختلفة، و كذلك البحث على أنجع الطرق و الأساليب التربوية المناسبة لتنمية القيم الأخلاقية لدى كل العاملين في الحقل التربوي و التعليمي، و الهدف من ذلك العمل على تكوين شخصية إيجابية لدى الطالب و الكادر التعليمي.

و من هذا المنطلق برزت الفكرة من أجل وضع علاقة إرتباطية مابين الاهتمام بالنسق القيمي و الأخلاقي و الاستفادة من إدارة الجودة الشاملة(Total quality management)، في مجال التربية و التعليم في تحسين العملية التعليمية بكل مكوناتها و عناصرها، و هذا من أجل بلورة أفكار من خلال دراسات و أبحاث علمية متعددة يستفيد منها الطالب و أعضاء هيئة التدريس، و الجهاز الإداري للرفع من كفاءة وجودة العاملين في هذا المجال الأكاديمي، إذ تكمن ثقافة الجودة الشاملة في إبراز التوجهات القيمية الإيجابية التي تخدم الفرد و المجتمع، و نبذ التوجهات و الأفكار الهدامة و الغير بناءة، و بالتالي فالتساؤل المطروح كيف يساعد هذا التصور في وضع إستراتيجية تربوية تكون أكثر فعالية في تنمية و تطوير البعد القيمي و الأخلاقي مرحلةالتعليمالجامعي.