الخطبة ودورها في ضمان حرية الزواج

الملخص AR

نظرا لأهمية عقد الزواج وخصوصية أحكامه، باعتباره عقد الحياة الإنسانية وميثاقها الغليظ، فقد مهدت له الشريعة الإسلامية وقانون الأسرة الجزائري بمقدمة تسبق العقد وتضمن رضائيته، تعرف لدى أكثر المجتمعات والنظم القانونية بالخطبة، فهي مقدمة تمهد لزوجي المستقبل سبل التراضي على تفاصيل العقد وشروطه بكل حرية واختيار، من أجل ذلك تقتضي حرية الزواج عدم إكراه أحد على إبرام زواج لا يرغب فيه، كما تقتضي تمتع الشخص بكامل الإرادة والحرية في تقرير الزواج من عدمه، وفي اختيار الشريكة دون شرط أو قيد، وعليه إذا رجعنا للخطبة باعتبارها وعدا بالزواج يمكننا القول أنهلا يجوز أن يتقيد شخص بوعد أن يتزوج، ومن باب أولى أن يتزوج بشخص معين، فمثل هذا التقييد يكون مخالفا للنظام العام.

الأمر الذي يقودنا إلى التساؤل عن مدى نجاح قانون الأسرة في تنظيم الخطبة بطريقة تحمي فعلا حق الإنسان وحريته في اختيار شريك حياته وإبرام عقد زواجه؟ ومن خلال هذا البحث سنحاول رصد أهم عناصر العلاقة بين أحكام الخطبة وحرية الزواج وانعكاساتها على الزواج كعقد رضائي ومؤسسة شرعية نظمتها الشريعة الإسلامية وقانون الأسرة الجزائري.