الايهام بالواقع و سلطة المتخيل في رواية دمية النار لبشير مفتي

الملخص AR

حمل الروائيون المعاصرون وعلي رأسهم بشير مفتي مسؤولية تعرية و فضح الواقع السياسي في الجزائر في فترة ما بعد الاستقلال، حيث تنبه هذا الأخير إلى أن الرواية أعظم من أن تكون نقلا حرفيا لعوالم الواقع، وأنها قبل كل شيء فن و رسالة يكتبها الفنان و الذي تتلخص مهمته في الغوص في عوالم الواقع و نقله للقارئ بطريقة فنية جمالية.

واقع مر أجبر الروائي على اختيار أحدث أسلوب لعرض مادته الحكائية وذلك بايهامه بحقيقة تشوش ذهنه، لذلك ركزنا في هذه الدراسة على ابراز أحد التقنيات السردية التي أرساها في روايته "دمية النار"، و التي انطلق من خلالها من منطق يركز على فكرة تشويش ذهن القارئ من خلال ايهامه بالواقع ليجعله يتأرجح بين كفتين: إحداهما تكبله بقيود الواقع و الثانية تلقي به في سراديب المتخيل، و بين هذا و ذاك يفصل بين الواقع و المتخيل خط رفيع يجعل القارئ يلتمس الخلاص فينتابه القلق و الفضول لمواصلة القراءة قصد اكتشاف حقيقة العمل الأدبي و أبعاده الجمالية