تمثلات الذاكرة التاريخية في السينما الجزائرية: الرهانات والاشتغال

الملخص AR

مما لاشك فيه أن تاريخ الأمم و الشعوب الحافل بالنضال و الكفاح، و الأمجاد و البطولات، يضل دوما و أبدا راسخا في أذهان تلك الشعوب، تحتفي و تتغنى به في شتى المناسبات، كي لا ينسى و يندثر، و يبقى إرثا ذهنيا تتوارثه الأجيال، عبر الحفاظ و الاسترجاع و التعرف و إبراز قدرته على تذكر الحوادث الماضية و الأفكار السابقة، و استرجاعها و تزويدها، و إعادة ترتيبها، و بعثها من خلال وسائط فنية على غرار الفن السينمائي الذي يعد الوعاء المخزن لأحداث ووقائع تاريخية.

و من المتعارف عليه أن السينما بمختلف البقاع تتغذى في أعمالها من التاريخ بأحداثه و تفاصيله الجزئية و الكلية، و تحولات مجتمعاته، بغض النظر عن طبيعة المجتمع، ليتحول بذلك التاريخ إلى مادة درامية تستلهم منها السينما أحداثها لتبلورها فنيا بالصوت و الصورة، مما يطرح ضرورة إعادة النظر في المنهج الذي يتبعه صناع السينما في عملية توظيف التاريخ، و الاشتغال عليه و تمثله و تصويره لخدمة الذاكرة التاريخية، و هذا ما يتجلى في العديد من الأفلام الجزائرية التي استلهمت مواضيعها من ثورة التحرير، لتصبح أرشيف معينا للأجيال القادمة