الميثاق العالمي للهجرة (مراكش، ديسمبر 2018)‎ من واقعية الأهداف إلى مرونة الالتزامات

الملخص AR

تتناول الدراسة أهم جوانب الميثاق العالمي للهجرة الصادر بمراكش في (2018) باعتباره أول نص يعالج مسألة الهجرة بمختلف أبعادها من خلال مقاربة شاملة تسعى إلى تحقيق هجرة آمنة منظمة ومنتظمة" فتم استعراض أهم ما تضمنه من توصيات، يقع على الدول الالتزام بها على المستوى الفردي والجماعي لمعالجة هذه الظاهرة العابرة للحدود التي ما فتئت تتوسع وتتأزم لتأخذ شكلا غير شرعي، وتبين أنه ليس بمقدور بلد لوحده مواجهتها ما يستدعي معالجتها على المستوى الدولي بوضع قواعد مشتركة وتجاوز الإطار الوطني من خلال التعاون والتنسيق الدوليين.

ومع تمسك بعض الدول بمواقفها المتشددة وحرصها على سيادتها واختصاصها الوطني في هذا المجال، إلا أن تبني الميثاق من طرف أكثر من 150 دولة في ندوة مراكش (10 / 12 / 2018) ليعاد تأكيده بعد أسبوع من ذلك من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة، وضع موضوع الهجرة من أوليات العمل الدولي على غرار ما تم بالنسبة لحقوق الإنسان التي تشكل حقوق المهاجرين جزءا منها.

كان صدور الميثاق في شكل لائحة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة يثير التساؤل عن قيمته القانونية ما استدعى التذكير بأهم المواقف الفقهية تجاه الموضوع ليتبين أن شكل النص مسألة ثانوية وأنه ليس من المستبعد أن تساهم اللائحة، كأداة من أدوات ما يسمى بالقانون المرن (softlaw) في تكريس قواعد عرفية أو اتفاقية.