وثائق جنيزا القاهرة: رسالة إلى إلى أبو زكرى يهودا بن سجمار: دراسة تحليلة نقدية للوثيقة

الملخص AR

قد يتهمنا البعض بالمبالغة في وصف ما حدث في المجاعة الثانية التي حدثت في عهد الخليفة الفاطمي «المستنصر بالله» منذ عام (1064م/457هـ)، فما سيأتي ذكره فيما بعد بإجماع أغلب المصادر و بعض الروايات، تجعل ما قيل أهون بكثير مما كان عليه الحال حتى شبهها البعض بالسنوات السبع العجاف التي مرت بها مصر في أيام «يوسف» عليه السلام، وأيدت ذلك وثيقة من وثائق جنيزا القاهرة كتبتها إحدى اليهوديات المصريات، وهي بلا شك تعبر عن أحوال الناس في زمن المجاعات، و ما كان من التجار من احتكار السلع، و إذا ما تركنا أمر الاحتكار و بحثنا عن غيرها من الأسباب، نجد أنفسنا أمام وثيقة تخبرنا فيها كاتبة الوثيقة ما دار من أخبار الزمان و كأننا سكان لذلك المكان، فتلك الوثيقة طوفت بنا في رحلة لأحداث ذلك الوقت و المكان، و عكست لنا الحياة الحقيقية في مصر في العصور الوسطى وقت حدوث المجاعة، ليس ذلك فحسب بل جعلتنا تلك الوثيقة نعيش من خلال نلك المرأة مشاعرها التي باحت بها لزوجها من حب و عشق وشوق له، فرغم كل ما حدث يبقى الحب في قلوبهم.