فاعلية المكان في الخطاب السردي رسالة محيي الدين بن عبد الظاهر في فتح قيسارية 675 ه نموذجا

الملخص AR

على الرغم من أن السرد من العناصر اللائطة بفن الرواية، فإن ثمة أجناسا أدبية أخرى - مثل فن الرسائل – قد عولت عليه، حتى آض في بعضها من العناصر القارة المؤثلة لشعريتها؛ كما هو الحال في رسالة محيي الدين بن عبد الظاهر في التهنئة بفتح مدينة قيسارية من بلاد الروم سنة 675هـ على يد الظاهر بيبرس، ففيها شكل القص ملمحا بارزا، صاحبت عناصره رحلة هذا الفتح من بدايتها إلى نهايتها، و كان حضوره منتجا للتشويق و الصراع و القيمة الجمالية في الرسالة، ومسهما – كذلك - بشكل ملحوظ في الربط بين أجزاء الحدث الواحد فيها، و العمل على تسلسله و تناميه.

و لأن رسالة محيي الدين بن عبد الظاهر في فتح قيسارية قد اتخذت من المكان موضوعها الرئيس، و بأثر منه تشكلت باقي عناصر الحكي، و تفاعلت معه تفاعلا ملحوظا، فقد تغيا هذا البحث دراسة هذا المكان و رصد فاعليته السردية من خلال علاقته الجدلية بأبرز عناصر السرد في هذه الرسالة، وذلك من خلال ثلاثة مباحث؛ هي – على الترتيب – المكان و الحدث، و المكان و الشخصيات، و المكان و الزمان، علما بأنه قبل الولوج إلى مادة هذه المباحث تم التطرق إلى نقطتين؛ الأولى: خاصة بطبيعة العلاقة بين الأديب و المجتمع، و الثانية: متعلقة بدواعي تمثل محيي الدين بن عبد الظاهر للواقع، و احتواء رسالته على ما يضمن لها خصوصية أدبية ووظيفة شعرية دون الوظيفة المرجعية التاريخية و حدها.