الومضة الشعرية لدى "سميح القاسم" : "أشكالها و مضامينها و مراحلها"

الملخص AR

الومضة الشعرية بكثافتها و انطلاقها و فنيتهاوتمردها و مراوغتها تأبى عن أن يحدها تعريف أو شكل أو أن تحد بمكان فهي بنت كل زمان و مكان تتشكل فيه، تجمع بين الأصالة و التجديد، فيها تتفاعل و تتلاحم الحضارات، .

وهي و إن راجت في الثلث الأخير من القرن العشرين فقد غدت قصيدة العصر مع بدايات القرن الواحد و العشرين عصر السرعة و الكائنات الافتراضية.

و يعد القاسم في صدارة الشعراء الذين خاضوا غماره الومضة من أواخر الخمسينات، و جددوا فيها عبر منجزه الشعري الذي امتد أكثر من نصف قرن، فتنوعت معماريتها في شعره، و اتسعت أشكالها، و تداخلت فيها الأجناس، فامتزج فيها الشعري بالسردي، و الخيالي و العجائبي باليومي و المعيش، والواقعي بالسريالي في غنائية آسرة.

مستحضرا فيها الماضي ليحاور الحاضر الآني و يكشفه ليغيره من خلال التناص و الترميز، محدثا الصدمة و الدهشة للمتلقي.

وقد دارت مضامينها حول همومه و آلامه و معاناته التي هي هموم شعبه و وطنه، و حلمه بالحياة و التحرر من همومه و هموم و طنه، التي هي حلم و هموم إنسان عصره، فتسمعنا ومضاته أنين و أسى نفسه ووطنه وترينا و تشاركنا حلمه، و نحلق معه فيها لبزوغ أمله.