آراء المبرد النحوية في ميزان أبي علي الفارسي : "باب المنصوبات نموذجا"

الملخص AR

يعنى هذا البحث بإلقاء الضوء على جهود نحوية في تراثنا العربي اللغوي الذي يزخر بآثار نفيسة، وقد أدرك قيمتها الدارسون فعكفوا عليها دراسة و بحثا يستجلون دقائقها، و يكشفون عن غوامضها.

وفي لك النفائس كتاب سيبويه الذي لا تقوم لدراسة النحو و الصرف قائمة دون الرجوع إليه.

هذا وقد تطورت الدراسة النحوية في القرن الرابع الهجري على يد أبي علي الفارسي تطورا كبيرا، وقد عمل على هذا التطور تلك المناظرات التي كان يعقدها سيف الدولة الحمداني بين كبار النحويين، فضلا عن المحاورات و المناقشات التي كانت تدور بين النحويين في مناسبات مختلفة، و كان الفارسي (ت: 377هـ) علما من أعلام النحو في عصر اتسم بذلك النشاط العلمي، إذ تخرج في حلقاته علماء أفاضل، و تعلم منه الكثيرون، فكان بحق حامل راية الإعراب و لواء الصرف بلا منازع، فها هو ذا يقول عن السيرافي: "تعلم مني، و أخذ عني هو وغيره ممن ينظر اليوم في شيء من هذا العلم".

، وقد لاحظت أن الفارسي كثير النقل عن علماء معروفين كسيبويه، و الأخفش، و المبرد، و الزجاج و غيرهم، ووجدته إزاء آراء هؤلاء العلماء لا يقف عند حد النقل، و لا يدع الأمور تمر عليه دون تأمل و مناقشة، و كثيرا ما وجدته ينقل آراء المبرد، ففي كتابه التعليقة على كتاب سيبويه نقل عن المبرد في (156) موضعا، وفي كتاب الإغفال فيما أغفله الزجاج من المعاني نقل عنه (61) موضعا، وفي المسائل البصريات (35) موضعا، وفي الحلبيات (25) موضعا، وفي كتاب الشعر (7) مواضع، وقد لاحظت أن الفارسي في نقله لآراء المبرد على أنحاء مختلفة: